هل سيقتحم السجان خيمتنا هذا المساء؟ لا الشتاء هو الذي سيقتحمنا هذه المرة !

 وطن- كتبت: رولا حسنين

- لملم شتات نفسك واجمع ملابسك الخفيفة على جسدك.

-- هل سيقتحم السجان خيمتنا هذا المساء؟!

- لا يا أخي، إن الشتاء هو الذي سيقتحمنا هذه المرة !

-- وما الجديد، فالشتاء يتجدد كل عام ؟

- الجديد أن منخفض قطبي سيحل ببرده أسبوعاً كاملاً فيه ثلج وبرق ورعد وأمطار وسيول !

-- ثم ماذا بعد ؟

- ثم سنقضي شهراً أو أكثر ونحن نجفف ملابسنا الخفيفة وبقية أغراضنا، إن طلت علينا الشمس يوماً !

-- عن أي أغراض تتحدث يا أخي، ونحن لا نملك شيئاً إلا هذا القميص وهذا البنطال وبطانية، ننام عليها أحياناً وتحتها أحياناً أخرى، نتخيلها مدفأة موقدة بألسنة الدفء لنرضي شيئاً مما تعجّ به قلوبنا من ألم وحسرة، شيء قاتل في جوفنا يدعونا لأن نلعن كل سجن وكل سجان، وكل مواثيق الدول التي أقرت قوانين للسجن، إن العالم الذي يجعل في قوانينه قانوناً يجيز حبس الإنسان لأنه يحب وطنه فليس عالم إنساني إنما عالم وبائي، فُرض علينا وما لنا من خلاص منه.

- دعك من هذا الكلام يا أخي، أغلق أفكاراك هذه وقم معي نلفّ أجسادنا بالبطانية، فمن لم يعش قسوة السجن لن يفهمك، ومن لا يرانا نتلوع برداً قارساً لن يشعر بنا، وكل العالم لا يرانا !

بلغ عدد سجون الاحتلال 22، يتوزع فيهم أكثر من 7000 أسير بينهم أكثر من 60 أسيرة، يعيشون متزاحمين ما بين الخيام والأقسام وغرف مهترئة لا تحميهم من برد قارص شتاءً ولا من شمس شديدة الحرارة صيفاً.