خاص لـ"وطن": بالفيديو.. غزة: "المواصي".. بيوت من "الصفيح" يستوطنها البرد القارس

17.01.2016 10:57 AM

خان يونس - وطن - رويدا عامر: قدم فصل الشتاء على بيوت لا تتحمل قطرات المطر التي تخترق جدرانها، لتبلل أطفالا يحتمون بقطع من القماش والنايلون المصطف بجانب بعضه مكونا بيتا يعيشون فيه بدون أساس وأعمدة، يتعرض للقلع من الرياح، داخل منطقة تدعى  "المواصي"، في مدينة خان يونس.

يقول المواطن إبراهيم اللحام، (32 عامًا)، لـوطن: أعيش في هذا المكان منذ خمسة أعوام مع زوجتي وأطفالي الثلاثة، وقمت باستئجار قطعة صغيرة من الأرض ولم يكن معي مالا كي أبني بيتا، لذلك الظروف حكمتني بأن أسكن في خيمة من القماش و"الزينكو". 

وعن عمله ووضعه الاقتصادي، يقول:كنت أعمل سابقًا في الأراضي الزراعية المتواجدة في المواصي مرة أو اثنتين أسبوعيا، وأحيانا لساعة فقط، فلم يعد الوضع كما كان بالسابق. مشيرًا إلى أنه يعتاش من الشؤون الاجتماعية، التي أحاول من خلال المبلغ الذي أتقاضه كل ثلاثة شهور، تغطية المصاريف اليومية والمستلزمات لعائلتي.

كما وعلل اللحام، سبب إخلاء البيت من عائلته، بالقول: موجة الشتاء باردة وأطفالي لا يحتملونها، لذلك أرسلتهم ووالدتهم إلى بيت أهلي لحين انتهاء موجات البرد القارسة، وأنا على هذا الحال طيلة السنوات التي أعيشها في هذه المنطقة.

ويضيف: عائلتي وضعها سيء وتعيش في بيت صغير، لذلك لم أستطع الإقامة معها في نفس البيت، لذلك أعتبر نفسي وحيدًا، لا يوجد لدي بيت وتوجهت للعيش بالإيجار. مشيرًا إلى أنه يطلق على بيته اسم "حصة" ويعني بها الخيمة.

على مقربة من بيت اللحام، يعيش المواطن فريد عرادة، (41 عامًا)، لم يختلف بيته عن جاره في المكان حيث تحدث عنه، قائلًا: الوضع صعب جدا والبرد لا يستهان به، المكان من الزينكو وبارد جدا، وضفت إليه القماش في السقف لانزعاج أطفالي السبعة من صوت الأمطار المتساقطة ليلا.

أما عن حالته الصحية وسبب امتناعه عن العمل، يوضح:لا أستطيع العمل وذلك لإصابة أصابعي بتلف الأعصاب، وأجريت لها عدة عمليات ولم تنجح، لذلك لا يمكنني أن أثبت في عمل لعدم قدرتي على إكماله.

وعن ملكية الأرض التي يعيش فيها، يقول عرادة: الأرض التي أقيم عليها بيتي هي أرض حكومية ولكن ظروف المعيشة من أجبرتني على العيش بها، لذلك عند قدوم أي شخص لمساعدتي في بناء البيت، يجب على الحكومة أن تساعدني بموضوع الأرض.

من جانبه، يوضح رئيس بلدية خانيونس، المهندس يحيي الأسطل، عن المواصي، قائلا:نحن نعمل بالقانون، ونحاول مساعدتهم بطرق كثيرة؛ منها السعي مع الجمعيات لمساعدة المواطنين وبحث مشاكل السكان، ومن الممكن أن تبني الجمعيات لهم كما فعلت لأكثر من شخص.

ويضيف: من المواطنين الذين يحتاجون خدمات المياه والكهرباء نقدمها لهم مع تأجيل الرسوم لحين ميسرة، حيث نعمل بإطار القانون ويصعب علينها تخطيه إلا ضمن حدود معروفة.

ويؤكد الأسطل أن البلدية لا يتوفر لديها إحصائية بعدد المواطنين المقيمين في "المواصي".

بدوره، يقول المدير التنفيذي للمبادرة العمانية الأهلية لمناصرة  فلسطين، عبد الله الأسطل، لـوطن: المبادرة تعمل على توفير بيوت لائقة للأسر الفلسطينية، لأن العديد منها تعيش ظروفا معيشية صعبة، داخل بيوت لا تصلح للاستخدام الآدمي.

ويبين إلى أنه إلى الآن لم يتم العمل على بناء أي بيوت في منطقة المواصي، مشيرًا إلى أنه يتم التعاون بينهم وبين البلدية، حيث تقوم الأخيرة بمساعدتهم بالوصول إلى البيوت التي تحتاج إعادة بناء.

وعن المعايير التي يتم من خلالها اختيار البيوت لإعادة بنائها، يوضح: نراعي الوصول إلى بيوت أفقر الفقراء في قطاع غزة، وذلك من خلال عمل بحث اجتماعي دقيق وزيارة ميدانية للطاقم الهندسي المكلف من المبادرة، مشيرًا إلى أنه يجب أن تتوفر شروط للمساعدة كعدد أفراد الأسرة وحالتها المادية وإذا كان فيها أفراد يعانون المرض وغيرها من الشروط التي نراعيها بمهنية كاملة وتجعل العائلة مستحقة لترميم بيتها.

ويضيف: خلال عام 2015 قامت المبادرة العمانية بترميم ما يزيد عن 27 بيتًا بجميع محافظات قطاع غزة، وهناك العديد من البيوت مازالت قيد الإنشاء والترميم، حيث أقرت المبادرة في خطتها لعام 2016استمرار هذا المشروع نظرا لأهميته البالغة للأسر في القطاع.

تصميم وتطوير