خاص لـ"وطن": بالفيديو.. الخليل: 92 ينبوعًا في دورا تحيي مزارعها
الخليل – وطن – آلاء عواودة: تتحدث آبار وينابيع دورا جنوب غرب مدينة الخليل عن كنعانيتها، وجذورها التراثية كالبئر الشرقي والغربي، وهما من أقدم آبارها التي ترجع للعهد الروماني، وكانا مصدرًا لمياه السكان حينها، قبل أن يصبحا مهجورين بسبب التجمع السكاني الكبير، وتلوث مياههما بسبب قرب مياه المجاري منهما.
لعبت الينابيع دورا أساسيًا بتكوين الطبيعة في دورا، التي تحتضن ما يقارب 92 ينبوعًا في دورا والخرب المحيطة بها، وتعتبرمصدرًا حيويًا واقتصاديًا وزراعيًا في المنطقة التي تعد أراضيها من الأراضي الخصبة.
يقول محمد أبو عطوان، الذي شغل منصب رئيس بلدية دورا سابقًا: تم اتخاذ هذه الينابيع لخدمة الأراضي الزراعية، وبالتالي العديد من الفلاحين يعتمدون عليها لري محاصيلهم الزراعية.
ويتابع: بالنسبة للبئرين الشرقي والغربي، يتم التحفظ عليهما كإرث تاريخي، وتم عمل مشروع لتحسينهما وإيصال مضخات للمياه، لكن لا تصلح هذه المياه للشرب.
وتقع العديد من الينابيع في أراض زراعية، وتعد ملكا لأصحابها، فهم يستخدمونها من أجل ري محاصيلهم طوال العام، وهناك العديد من الأسر التي تعتمد على الينابيع كمصدر للرزق، عندما يقومون ببيع المياه التي لا تعد حكر الزراعة فقط، بل تستخدم في مجالات أخرى.
ويقول صاحب أرض، الحاج نمر دودين،(61 عامًا)، لـوطن: النبع الموجود في أرضي اسمه بيارة عبد القادر يونس نسبة إلى جدي، وتم اكتشافه قبل مئة عام وأكثر، وكان حينها الوحيد في المنطقة قبل اكتشاف باقي الينابيع. مشيرًا إلى أنها تستخدم لري المحاصيل الزراعية منذ ذلك الحين.
وعن المحاصيل الزراعية التي يتم زراعتها، يبين دودين:في فصل الصيف نزرع القرنبيط والملفوف والفلفل والبقدونس والباذنجان، وفي الشتاء غالبا ما نزرع اللفت والفجل والسبانخ والجرجير.
كان الناس في القدم يعتمدون على ما تسمى بـ"القواديس" وهي آلة لاستخراج المياه من النبع، لكن اليوم اختلف الأمر فأكثر الفلاحين يعتمدون على المولدات الكهربائية لضخ المياه من النبع.
وعن الينابيع الموجودة في أرضه، يقول الحاج مصطف ىشاهين،(60 عامًا)، الذي يعمل بمجال الزراعة منذ 40 عامًا، "أطلقنا اسم مرزوقة على أقدم نبع للمياه هنا، ويوجد نبعين آخرين وجميعها تستغل في مجال ري المزروعات طوال العام، وتتعدد وسائل الري، منها بالتنقيط وبالرشاشات".
أما من ناحية اقتصادية، يوضح شاهين، لوطن: وفرة وجود هذه الينابيع قللت من تكاليف الزراعة وشجعتنا على العمل في الأرض وفلاحتها والاهتمام بها لإنتاج محاصيل زراعية مختلفة طوال فصول السنة.
من جانب آخر، يقول عضو جمعية المؤرخين الفلسطينيين، محمد أبو صالح لـوطن أن دورا تضم عددا كبيرا جدا من الينابيع، منها موجود في واد أبو القمرة، فأينما حفرت في هذا الوادي تجد ينابيع تغذي الأشتال الزراعية التي يستفيد منها المزارعون في هذا البلد، ومنها عين عمران، وكنار، والدلبة.
ومن ناحية تاريخية، يوضح أبو صالح: كنار هي أرض موقوفة أوقفها الأميرالسيفي عام 722هجرية في عهد المماليك، وعندنا أيضا في كل قرية هنالك نبع مياه، فالقرى بنيت منذ نشأتها على مكان وجود وتجمع المياه.
ويتابع: يوجد الينابيع العليا والسفلى، والأخيرة ورد ذكرها في التوراة وكانت موجودة منذ زمن الكنعانين قبل دخول بني إسرائيل والرومان والفرس وغيرهم إلى هذه البلاد، فما زالت هذه الينابيع الكنعانية آثارها موجودة، والأبنية الينبوعية التي بنيت فيها منذ ذلك العصر لا تزال المياه تتدفق فيها إلى هذا اليوم.