الناتو نحو مزيد من التوسعات العسكرية في الشرق الأوسط

26.12.2015 07:47 PM

وطنأثارت النقاشات التي جرت خلال قمة حلف شمال الأطلنطي التي عقدت في مقاطعة ويلز البريطانية خلال الفترة من 5-7 سبتمبر 2014، حول إقامة تحالف دولي لمواجهة تمدد تنظيم دعش الإرهابي في العراق وسوريا، العديد من التساؤلات حول حدود الدور الذي يمكن أن يلعبه حلف الناتو خلال تلك المواجهة، وعلاقة ذلك بطموحات الحلف في توسيع دوره بمنطقة الشرق الأوسط، وما إذا كان هذا الطموح مقتصرا على التدخل العسكري في أوقات الأزمات أم أنه يرتبط بأدوار أمنية أخرى يمكن أن يمارسها الناتو في الظروف العادية تتعلق ببناء قدرات المؤسسات الأمنية، ودعم برامج الدراسات الأمنية في المؤسسات البحثية، وجهود مكافحة الفكر المتطرف.

وفي هذا السياق، قال موقع “جلوبال ريسيرش” البحثي إن تصاعد التوترات بين حلف شمال الأطلسي وروسيا هي القضية الأكثر أهمية في الوقت الراهن في مجال العلاقات الدولية المعاصرة، وهو يزيد من احتمالات دمار على نطاق عالمي نتيجة المواجهة العسكرية المباشرة، التي قد تكون في نهاية المطاف.

ويضيف الموقع أن حلف الناتو دخل في صراع طويل مع روسيا على منطقة الشرق الأوسط منذ الحرب الباردة والتي توجت بانهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، فقد وصل الحلف إلى النصر بتفكيك السوفيت، ومضى قدما بشكل رسمي في توسيع سياسته مع الجمهوريات السوفيتية السابقة.

ويشير الموقع الكندي إلى أن الناتو يحرض بشكل كبير لعمليات عدوانية في الشرق الأوسط،  تقود لتدخلات عسكرية، وظلت الأوضاع الأمنية في العالم غير مستقرة حتى خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الجمعية الاتحادية في عام 2005، ومناقشته لعدم الاستقرار في المنطقة الذي سيقود إلى كارثة جيوسياسية، والذي جاء نتيجة حروب حلف شمال الأطلسي وعملياته العسكرية،  وخاصة من قبل كبار الحلف، وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ويلفت الموقع إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير تحدث منذ نحو شهرين حول أن غزو الولايات المتحدة للعراق ومشاركة بريطانيا به لم يكن له علاقة بالنفط أو نظرية مؤامرة مطروحة، إلا أن هذا التصريح يعد استهزاء، لأن الحرب الأساسية كانت من أجل النفط، وهذا ما اهتمت بريطانيا في كل من أفغانستان وكوسفو والبوسنة.

وفي هذا السياق، قال موقع “جيو بولتكس” البحثي إن حلف شمال الأطلسي تقوده أهدافه الاستعمارية في مختلف أنحاء العالم، فبعيدا عن الشرق الأوسط، ذهب إلى أوكرانيا، والآن يستخدم تركيا لاستفزاز روسيا وتصعيد الحرب التي يرغب في الاستفادة منها.

ويرى الموقع أن حلف الناتو يقوم باستخدام الوكلاء الذين ينتمون اليه بكل فخر، حيث بدأ الجيش التركي بنشر قواته بالقرب من مدينة الموصل العراقية، في 3 ديسمبر، مما أثار أزمة لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفيما يخص حرب الناتو في ليبيا، قالت صحيفة “المونيتور” الأمريكية إنه تم تجنيد عملاء فرنسيين لتمويل متمردي ليبيا والاطاحة بنظام القذافي، حيث أكد جيلبرت اتشكار أستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية أن النفط هو المحرك الأساسي للولايات المتحدة والغرب ويتحدث عن الديمقراطية  فيعقب لو لم يكن هناك نفط في ليبيا لما تدخلوا فيها.

وتؤكد دراسة حديثة أجراها أكاديميون في جامعة بورتسموث ما توصل إليه اتشكار، والتي نشرتها مجلة “حل الصراع” وأشارت الدراسة إلى أن69 حرب أهلية وقعت ما بين العام 1945 و1999 وخلصت الدراسة إلى أن حجم التدخل الغربي يكون أكبر بكثير في الدولة المنكوبة التي تملك احتياطي نفط كبير من تلك التي لا تملك شيئا.

تصميم وتطوير