خاص لـ "وطن": بالفيديو.. الخليل: "وادي الكلاب".. خربة لا ترى النور
الخليل – وطن – آلاء العواودة: يعيش المواطنون في خربة "وادي الكلاب" جنوب غرب محافظة الخليل، حياة مأساوية في ظل التطور الحضاري والإنساني، التي لم يصل أي من مستلزماتها إلى الخربة التي تصنف ضمن الخرب المهمشة.
وتفتقر "وادي الكلاب" إلى شبكات مياه وشبكة للكهرباء، إضافة إلى عدم وجود طرق أمنة وسهلة للمواطنين، فالطريق وعرة وطويلة، إذا يقطع المواطنون مسافة تصل إلى 6 كيلومتر أو أكثر من أجل الوصول إلى الشارع الرئيسي، وفي حال مرض أحدهم يقوم بالسير المسافة نفسها، أو أبعد من ذلك من أجل الوصول إلى أقرب مركز صحي، فكيف إذا قامت المرأة نفسها بالسير هذه المسافة لوحدها في هذه الطريق الذي يعد من الطرق الخالية.
تقول المواطنة سناء عواودة: أتمنى أن تصل لنا الكهرباء كباقي الناس. مشيرة إلى أنهم يحصلون على الماء عن طريق "التنكات" التي تصل تكلفة الواحد منها من 250 إلى 300 شيقل، واعتمدنا على مياه الأمطار في بداية الأمر لكن هذا الشتاء لم نفلح في جمعها، وطالبنا بمياه وكهرباء لكن دون جدوى.
يقطع الطلبة مسافة خمسة كيلو مترًا، من أجل الوصول إلى مدرستهم التي تقع في منطقة "دير العسل" بالجهة الغربية من الخربة، وهي أقرب مكان، وتعد هذه الطريق وعرة وطويلة إضافة إلى وجود كلاب ضالة تشكل خطرًا عليهم، فاختار بعضهم ترك المدرسة، وخاصة الفتيات؛ إذا يضطر الأهالي لتزويجهن في سن صغير، وإجبارهن على ترك المدرسة خوفًا عليهن.
يقول محمد عواودة، (11 عامًا)، تركت المدرسة بسبب الطريق فهي بعيدة، ونصل إلى البيت بساعة متأخرة، فلا يتبقى وقت كاف للدراسة، خاصة أن النهار يكون قد شارف على الانتهاء.
المأساة تتفاقم أكثر في عدم وجود بقالة ولو صغيرة لسد احتياجات المواطنين، إضافة إلى عدم وجود وسائل اتصال حديثة، بالإضافة إلى أن المواطنين في الخربة يسمعون صوت الأذن من القرى المجاورة، فيحددون أوقات الصلاة عن طريق الظل، بسبب عدم وجود مسجد في هذه المنطقة.
وتقول المواطنة نهاد البستنجي التي سكنت الخربة منذ تسعة أشهر، بحكم زواجها من أحد مواطني الخربة، لـوطن: كنت أعتقد أني سأعيش حياة عادية، لم أكن أعلم بحجم المصيبة التي تنتظرني عندما وجدت حياة بدائية جدًا، لا كهرباء ولا طرق ولا مسجد، لا أعلم متى تكون أوقات الصلاة، وأمتلك أدوات كهربائية لكن لا أستطيع استخدامها لعدم وجود الكهرباء.
ويعتمد سكان الخربة على الأدوات التقليدية والقديمة لسير الحياة، يستخدمون مولد كهرباء صغير لتوليد الكهرباء، لمدة ساعتين من أجل مشاهدة التلفاز، في حين تستخدم المرأة النار للطهو ولتسخين المياه، و"المرحاه" لطحن القمح والعدس، أما الغسيل فيغسل على الأيدي، في حين لو حدث أمر طارئ كالولادة يلجؤون إلى "داية" كما يقولون لتوليد النساء، في ظل عدم وجود أماكن معقمة ونظيفة، فالمرأة فقدت أبسط حقوقها بعيش حياة كريمة توفر لها مستلزمات حياتها البسيطة.
تضيف البستنجي: أنا حامل في الشهر التاسع، وينتابني الخوف من أن تأتيني آلام المخاض وأن ألد في المنزل، فلا يوجد سيارة لتنقلني إلى المستشفى، لهذا أتمنى أن ألد في اليوم الذي أزور فيه عائلتي في منطقة "واد الشاجنة".
أما المواطن جهاد العواودة، يقول: تقدمنا إلى بلدية الظاهرية وقالوا لنا أنتم تتبعون لبلدية دورا، وعندما توجهنا لهم في بلدية دورا قالوا لنا اصبروا هذا الشهر وتوالت الشهور دون تغيير يذكر.
ويؤكد المواطنون أنهم يتبعون لمجلس بلدي دورا ويشاركون في انتخابات البلدية.
فيما يقول رئيس بلدية دورا، سمير النمورة، لـوطن: بلدية دورا تعمل ضمن حدود المناطق المسؤولة عنها البلدية والتي تصل إلى مثلث خرسا، وما بعده، يصبح الأمر من صلاحيات مجلس خدمات ريف دورا، الذي يتكون من 14 مجلسًا قرويًا، هذه المنطقة جميعها بما فيها وادي كلاب خارج نطاق خدمات بلدية دورا.
ويضيف: أما مشكلة الطرق، فهذه مسؤولية الحكم المحلي لأنه يعلم الحدود الجغرافية لكل منطقة، وفيما يخص الكهرباء بما أن بلدية دورا شريك في شركة الكهرباء، سوف نقوم بحثهم على العمل في تمديد الكهرباء لوادي كلاب.
مجلس خدمات ريف دورا التي تتبع خربة "وادي الكلاب" له، رفض الإدلاء بأي تصريح حول معاناة الخربة لـوطن، مبررًا ذلك بالقول، إن "الخربة تقع ضمن المناطق المصنفة (ج)"، مشيرًا إلى أن محافظة الخليل تتوفر لديها المعلومات حول وضع الخربة ونقص الخدمات فيها.
عند توجهنا لمحافظة الخليل، تبين لنا أن لا علم لها بعدم توفر خدمات في الخربة، حيث وعد مدير عام التنمية والتخطيط ومسؤول البلديات في المحافظة، فريد اعمر، وطن، بالاطلاع على أوضاع الخربة التي تضم نحو سبع عائلات، وتنظيم وفد لزيارتها، لمعرفة أبرز المعيقات التي تقف أمام المواطنين الصامدين في أرضهم، وفق قوله، مضيفًا: وسنعمل جاهدين على توفير الاحتياجات الضرورية وضمن الإمكانيات.
ويبين: الخربة تابعة لمجلس قروي الياسرية والمجلس تابع لمجلس خدمات ريف دورا، قمنا بالاتصال بالدوائر المعنية كل باختصاصه، وسنتابع أوضاع المنطقة وزيارتها وتوفير الاحتياجات الضرورية وضمن الإمكانيات.