في ذكرى ميلاد القائد جورج حبش..بقلم: هيلدا حبش
في ذكرى ميلادك أيها الزوج الحبيب، ورفيق الدرب النضالي الطويل، أيها القائد والمعلم الذي تتلمذ على مبادئه مئات الآلاف من الثوار الأحرار الذين حملوا فكرك ومعتقداتك شعلة تضيء درب الأجيال لتتوارثها من جيل إلى جيل.
في ذكرى ميلادك المجيد يسطع في أرجاء الوطن العربي شعاع الثورات الشعبية المطالبة بالكرامة والحرية والديمقراطية وتطبيق المساواة والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد المستشري في قمة السلطات الحاكمة في معظم الأنظمة العربية التي كنا نصنفها بالأمس القريب أنظمة وطنية تقدمية والتي تحولت بين ليلة وضحاها الى أنظمة قمعية تفتك بالشعب دون رحمة في سبيل الحفاظ على مكتسباتها وامتيازاتها والتشبث بالسلطة دون أن تدرك أن القيمة الحقيقية والاستثمار الوحيد هو المواطن العربي والعمل على تعزيز مكانته والاستفادة من كفاءته لصالح الدولة والمجتمع.
شعارات كنت دائماً يا حكيم تنادي بها وتعمل على تحقيقها من خلال النضال الجماهيري الدؤوب وتطالب بإطلاق طاقات الشعب، وها هو الشعب العربي يلبي النداء ويفجر طاقاته في وجه الأنظمة المستبدة ويثور على الظلم والقهر والطغيان. إنه غليان شعبي لم يسبق له مثيل وصحوة جماهيرية من أجل الإصلاح والتغيير نحو الأفضل.
أتخيلك يا حكيم تتابع شؤون الثورة والثوار من القبر بحماسة شديدة وعزيمة قوية تماما كما كنت تتابع انتفاضة شعبنا في فلسطين عام 1987 وانتفاضة الاقصى عام 2000 وكرست جل جهدك ووقتك لمساندة شعبك في داخل الوطن المحتل. وكانت النبوءة التي تحققت والحلم الذي طالما حلمنا به سنوات طويلة. لقد اتخذت قرارك التاريخي وقدمت إستقالتك من الأمانة العامة للجبهة الشعبية عام 2000 و أنت على رأس عملك وقادر على العطاء، قلت يومها إن الإنسان القائد والمناضل يستطيع أن يستمر في العمل والعطاء بدون مواقع قيادية رسمية، ضارباً بذلك مثلا نقيضاً للحال العربي والفلسطيني والذي يتجسد في تشبث المسؤولين في مواقعهم حتى الرمق الأخير ولو كان ذلك على حساب حياة شعوبهم.
إن شعبنا العربي أدهش العالم كله بصموده وشجاعته وكشف ضعف الأنظمة الهشة التي تهاوت أمام جبروته رغم التضحيات الجسيمة والثمن الباهظ والدماء الطاهرة التي غمرت الأرض والسماء. إلا أن العزيمة قوية والإرادة صلبة والخطى ثابتة حتى تحقيق الأهداف المشروعة لشعبنا العظيم في الحرية والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. ومن أجل تحرير كل شبر من أرض الوطن المحتل بعيدا عن الحلول السلمية الوهمية التي يلهث البعض وراءها.
نم يا حكيم قرير العين فان شعبنا قادر على المقاومة وعلى ضخ دماء جديدة في شرايين الأمة العربية ليمنح الشهداء الأبرار حياة جديدة وقيامة مجيدة.
تحية إكبار وإجلال إلى الثوار الأحرار.
المجد والخلود إلى روحك الطاهرة وإلى جميع شهداء الأمة الأبرار
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء