خاص لـ"وطن": بالفيديو.. غزة: دعاء تتحدى الإعاقة وتقتحم مهنة صيانة الجوال

08.12.2015 01:12 PM

غزة – وطن – عمر فروانة: لم يشكل ضمور العضلات في ساقي الشابة دعاء قشلان، أي عائق في مواجهة الصعوبات التي يعاني منها أشخاص ذوي الإعاقة، فبدأت تشق طريقها صوب النجاح، بتعلم صيانة الجوالات.

فاختارت قشلان، (25عامًا)، التي تستخدم الكرسي المتحرك للتنقل لمعاناتها من مرض وراثي منذ ولادتها، مهنة احتكرها الرجال، لعدم وجود فتيات في غزة يعملن بهذا المجال، تعمل في مجال صيانة الجوالات, فكسرت احتكار الرجال لهذه المهنة, وخاضت مشوارها في تعلمها.

تقول لـوطن: صيانة الجوالات بالنسبة للفتاة شيء جديد في مجتمعنا، نظرًا للعادات والتقاليد التي ترفض عمل المرأة واقتصاره على بعض المهن.

وتتابع قشلان: كثير من الفتيات لا يرغبن بأن يقوم شاب بإصلاح هاتفها من باب الخوف، لما تحويه الهواتف المحمولة من خصوصيات تتعلق بهن.

والتحقت ببرنامج "إرادة للتأهيل والتدريب المهني" للأشخاص ذوي الاعاقة، في تدريب صيانة الجوالات، ضمن مشروع "خلق فرص عمل"، الممول من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، وبإشراف برنامج "الأمم المتحدة الإنمائي".

واستطاعت قشلان استخدام جهاز الكاوي لصيانة القطع وإلصاقها بلوحة الهاتف المحمول، مما جعل الأمر يبدو يسيرًا بالنسبة لها خلال ممارستها أثناء فترة التدريب.

وتوضح: كوني من ذوي الإعاقة، أردت أن أتحدى إعاقتي، إلى أن جاءت الفرصة المناسبة، كي أصبح شخصًا يافعًا في وطني.

وتشير دعاء إلى أن المجتمع يعيق ذوي الإعاقة من التغلب على إعاقته بعدم تقديم الدعم اللازم له.

وتضيف: يجب على تلك الفئة من ذوي الإعاقة الجد والمثابرة وإثبات الذات، كي يكون لهم كيانًا خاصًا داخل المجتمع.

وتطمح قشلان في أن يكون لها محلها الخاص في المستقبل القريب، مبينة أن شغفها للصيانة هو من دفعها لخوض هذا المجال.
بدوره، يشيد المدرب والمهندس، خالد الصفدي بأداء دعاء وتجاوبها معه خلال فترة تدريبها، مشيرًا إلى أنها تطورت من تلقاء نفسها في مجال الصيانة.

من جانبه، يوضح منسق مشروع خلق فرص عمل لذوي الاعاقة، المهندس طارق الهباش لـوطن: نسعى خلال هذا البرنامج لتوفير تدريب مهني لـ65 شخصًا من ذوي الإعاقة، تم دمجهم في برامج تدريبية مكونة من سبع ورش حرفية حسب طبيعة نوع الإعاقة الخاصة بهم.

ويبين أن المشروع مكون من عدة حرف، من بينها "النجارة، وتنجيد الأثاث ودهانه، والحفر على الخشب، وكذلك الحفر اليدوي، وعمل السيراميك، وصيانة الجوال".

ويضيف الهباش: في مشروع صيانة الجوالات تم استهداف 25 شابًا وفتاة خلال التدريب. مبينًا أن الهدف هو إكسابهم مهارة تؤهلهم للدخول في سوق العمل، بعد انقضاء فترة التدريب.

ويشير إلى أنه يتم صرف مبلغ مادي صغير يساعدهم خلال فترة التدريب، وسيكون لهم فترة تشغيل لمدة شهر في نهاية البرنامج داخل البرنامج.

تصميم وتطوير