تل أبيب: عملية من داعش ضدّ إسرائيل مسألة وقت فقط

07.12.2015 04:17 PM

وطن - وكالات: في الوقت الذي أكّد فيه رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على أنّ القضاء على تنظيم داعش الا يخدم المصالح الإستراتيجيّة للدولة العبريّة، لأنّ هذا الأمر سيؤدّي إلى ازدياد قوّة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران ومنظّمة "حزب الله" في لبنان، اختارت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، واسعة الانتشار، أنْ يكون عنوانها الرئيسيّ تهويل الإسرائيليين بأنّ خطر داعش بات وشيكًا، وأنّ القضية هل ستقوم داعش بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لإسرائيل، إنّما السؤال هو متى ستكون هذه الضربة.

وقال مُرسل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، يوسي يهوشواع، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، نقل عنها قولها إنّه في ظلّ الهجمات الأخيرة التي قام تنظيم داعش بتنفيذها في كلٍّ من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وأوروبا، فإنّ كبار قادة الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة باتوا على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ قيام داعش بتنفيذ عمليةٍ ضدّ إسرائيل في عمقها هو مسألة وقت ليس إلّا، على حدّ تعبيرهم. ولفتت المصادر عينها إلى أنّه في الآونة الأخيرة قام التنظيم بنشر عدّة فيديوهات تضمنّت تهديدات مباشرة لإسرائيل، ومنها كان على خلفية الأحداث في المسجد الأقصى المُبارك.

كما تضمنّت الفيديوهات تحفيزًا لنشطاء الإرهاب بتنفيذ عمليات، مع التشديد على مدينة إيلات (أم الرشراش) في الجنوب. وبحسب المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة ذاتها، فإنّه كلّما ازداد الضغط  على داعش نتيجة القصف الروسيّ والأمريكيّ المُكثّف لمعاقلهم في سوريّة، فإنّ نشطاء التنظيم سيقومون بتنفيذ العمليات الإرهابيّة خارج سوريّة والعراق، وهو ما أكّده أمس المُحلل العسكريّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، والذي قال إنّ عملية سان برناردينو بأمريكا وسلسلة العمليات الإرهابيّة الأخرى في أوروبا تؤكّد على أنّ تنظيم داعش بات قادرًا على نقل المعركة إلى عقر دار الأعداء، من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، مرورًا بأوروبا وحتى روسيا، على حدّ تعبيره.

وتابع هارئيل قائلاً إنّ العملية الأخيرة في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة تُوجّه رسالة واضحةً جدًا وحادّة كالموس بأنّ مُواطني الغرب أجمعهم لن يعيشوا لا في أمن ولا في آمان، في الوقت الذي تُواصل أسلحة الجو الغربيّة، بما في ذلك الروسيّة، بقصف مواقع التنظيم في كلٍّ من سوريّة والعراق. وأضافت صحيفة (يديعوت أحرونوت) قائلةً إنّه خلافًا للتنظيمات الـ"إرهابية" الأخرى، مثل حزب الله اللبنانيّ وحماس الفلسطينيّة، يوجد لإسرائيل عنوانًا للردّ، فإنّ الوضع مع داعش يختلف كليًّا، والأمر سيّان فيما إذا قام التنظيم بتوجيه الضربة العسكريّة للدولة العبريّة من شبه جزيرة سيناء أوْ من سوريّة.

وتساءل أحد المصادر الذي تحدّث للصحيفة: في تلك الحالة، لمَنْ سنُوجّه الضربة؟ فروسيا والولايات المُتحدّة الأمريكيّة تقومان بضرب التنظيم الآن في سوريّة، قال المصدر للصحيفة. وجريًا على العادة الإسرائيليّة الممجوجة، فقد تطرّقت المصادر الأمنيّة في تل أبيب إلى الشباب من فلسطينيي الداخل، الذي انضّموا في السنوات الأخيرة لتنظيم داعش  ويُحاربون في صفوفه، وذلك بهدف التحريض على الفلسطينيين في مناطق الـ48 وتأليب الرأي العام الإسرائيليّ ضدّهم. وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن المصادر نفسها قولها إنّه في السنة الأخيرة سُجّل ارتفاعٌ كبيرٌ في عدد الفلسطينيين من إسرائيل الذين انضّموا للـ"جهاد" في سوريّة ضمن صفوف داعش فيما كان عدد القضايا التي كشفها جهاز الأمن العام (الشاباك الإسرائيليّ) 8 فقط في العام 2014، أمّا في العام الجاري، أضافت المصادر، فإنّه حتى اللحظة قام الشاباك بالكشف عن 14 قضية واعتقال 34 من المشبوهين.

وبحسب تقديرات الشاباك الإسرائيليّ، شدّدّت المصادر في تل أبيب، فإنّه في صفوف فلسطينيي الداخل، الذين يبلغ تعدادهم مليون ونصف المليون، يوجد بضع مئات من المُتشدّدّين، الذين يدعمون ويؤيّدون فكر داعش، وأنّه حتى اليوم قُتل في صفوف التنظيم سبعة مُواطنين من عرب الـ48 خلال المعارك في سوريّة والعراق.

تصميم وتطوير