تل أبيب تؤكّد: نتائج الانتخابات التركيّة ستُعيد العلاقات مع أنقرة إلى سابق عهدها

03.11.2015 03:48 PM

وطن - وكالات: قالت مصادر سياسيّة إسرائيليّة، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى ومُقربة جدًا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، إنّ نتائج الانتخابات التركيّة، والتي حقق فيها حزب العدالة والتنميّة بقيادة الرئيس رجب طيّب أردوغان، تفتح الباب على مصراعيه أمام إعادة العلاقات الحيمية والوطيدة بين أنقرة وتل أبيب، وهي العلاقات التي مرّت بأزمةٍ حادّةٍ بعد أنْ قام سلاح البحريّة الإسرائيليّ باعتراض سفينة "مافي مرمرة" في المياه الإقليميّة عندما كانت متجهةً إلى قطاع غزّة لكسر الحصار، وذلك في شهر أيّار (مايو) من العام 2010. وشدّدّت المصادر الرفيعة في تل أبيب على أنّ نتائج الانتخابات في تركيّا، ستدفع الرئيس أردوغان إلى إعادة العلاقات بين الدولتين إلى سابق عهدها.

وبحسب المصادر عينها، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة اليوم الثلاثاء، فإنّ الظروف باتت ناضجةً ومناسبةً للتوصّل إلى انفراجٍ دبلوماسيٍّ بين أنقرة وتل أبيب. وشدّدّت المصادر نفسها على أنّ حجم التبادل التجاريّ بين الدولتين وصل في هذه الفترة بالذات إلى ذروته، وأنّه لم يكُن كما هو اليوم في الماضي، على حدّ تعبيرها. علاوة على ذلك، أكّدت المصادر في تل أبيب، فإنّ تركيّا التي تمرّ علاقاتها مع الدول الجارّة لها في أزمةٍ، ترى أنّ إحياء العلاقات التاريخيّة بين الدولة العبريّة وبينها كمصدر للاستقرار.

وأضافت قائلةً للصحيفة العبريّة أنّ أحد الدلائل المُهمّة للانفراج في العلاقات بين البلدين يُمكن إيجاده في أنّ الرئيس أردوغان، وخلافًا لسلوكه في الماضي غير البعيد، لم يتطرّق في حملته الانتخابيّة الأخيرة إلى العلاقات مع إسرائيل، ولم يُسمع تصريحات معادية لها، كما درج على فعله في معارك الانتخابات السابقة، حسبما قالت المصادر. مُضافًا إلى ما ذُكر أعله، كشفت المصادر الإسرائيليّة النقاب عن أنّ الحكومة التركيّة قامت مؤخرًا بتحسين ورفع تمثيلها الدبلوماسيّ في الدولة العبريّة، حيث قامت بتدبيل الدبلوماسيّ العامل في تل أبيب، وأرسلت مكانه دبلوماسيّ رفيع المستوى.

وقالت المصادر عينها أيضًا إنّه في المفاوضات التي ما زالت جارية بين الطرفين حول التعويضات التي ستدفعها إسرائيل للأتراك سُجلّ تقدمٌ كبيرٌ، إذْ أنّ إسرائيل أبدت استعدادها لدفع التعويضات لعائلات الأتراك الذين قُتلوا في العملية العسكريّة عام 2010، كما أعلنت عن موافقتها على تعويض عائلات الجرحى الأتراك أيضًا. يُشار إلى أنّ المفاوضات بين الطرفين كانت قد وصلت إلى طريقٍ مسدودٍ على خلفية عدم اتفاقهما على مبلغ التعويضات الذي يتحتّم على تل أبيب دفعه لعائلات الضحايا والجرحى الأتراك. ونقلت الصحيفة عن مصدر عالٍ المُستوى في تل أبيب قوله إنّ العلاقات التركيّة الإسرائيليّة يُمكن أنْ تعود إلى محجراها الطبيعيّ، وذلك عبر مكالمة هاتفيّة بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو وبين الرئيس التركيّ أردوغان، على حدّ قوله.

وكانت أنقرة اشترطت عودة العلاقات مع إسرائيل بثلاثة شروط أساسية وهي: تقديم اعتذار مكتوب موجه للشعب التركي، تعويض أهالي الضحايا، ورفع الحصار عن قطاع غزة. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد اعتذر من الرئيس التركيّ أردوغان قبل ثلاث سنوات، وفور الإعلان المفاجئ عن الاعتذار الإسرائيليّ والذي كان الانجاز الوحيد لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة، بادر أردوغان إلى القول إنّ اعتذار نتنياهو حقق الشروط التركية وإنّ عودة العلاقات بين الجانبين سيخدم السلام والاستقرار الإقليمي في المنطقة، بل إنّ الصحافة التركية التابعة له وصفت ما جرى بـركوع إسرائيل أمام أقدام تركيا، في ظل حملة تركيّة تتحدث عن انتصار الدبلوماسية التركية وسط حرص تركي على القول إنّ الاعتذار الإسرائيلي ليس له علاقة بالأزمة السورية وتداعياتها.

وكانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، قالت نقلاً عن مصادر سياسيّة وصفتها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، قالت إنّ محادثات صلح بين تركيا وإسرائيل تجري في السر، مشيرة إلى أنّ د. دوري غولد، الذي يعمل مديرًا عامًا بالخارجية الإسرائيلية التقى نظيره التركي فيريدون سينيرلوجلو في العاصمة الإيطاليّة روما دون علم مستشار الأمن القومي الإسرائيليّ، يوسي كوهين.

ولفتت الصحيفة في تقرير لها، إلى أنّ المسؤول الإسرائيليّ توجّه إلى روما لإجراء محادثات مع المسؤول عن الملف الإسرائيليّ في وزارة الخارجية التركية الذي يقود فريق عمل لبحث الأزمة مع إسرائيل. وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ المحادثات جرت بعد أسبوع فقط من فشل حزب الرئيس التركيّ رجب طيّب اردوغان، حزب (العدالة والتنميّة) في الحصول على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي جرت في حزيران (يونيو) الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أنّ د. غولد، المُقرّب جدًا من رئيس لوزراء، بنيامين نتنياهو، لم يقُم بإبلاغ مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ عن اللقاء، كما أنّه لم يُبلغ مستشار رئيس الوزراء الإسرائيليّ للمفاوضات مع تركيًا، يوسف تشاحنوبير، الذي يُركّز المفاوضات منذ اندلاع الأزمة بين أنقرة وتل أبيب في شهر أيار (مايو) من العام 2010.

تصميم وتطوير