خاص لـ"وطن": بالفيديو... غزة: "سوق الزاوية" تَشْتَمُ فيه عبق الماضي ومكانة تجارية راسخة

20.10.2015 11:49 AM

غزة - وطن - خلود نصار: إذا فكرت يومًا بالمرور من سوق "الزاوية" الأثري القديم، شرق مدينة غزة، فلن يكون مرورك عابرًا؛ ستَشْتَمُ فيه رائحة أسواق دمشق والقدس ونابلس العتيقة و"خان الخليلي" وسترى التاريخ مسطرا أمام ناظريك .

أنشئ السوق في بداياته القديمة لبيع العطارة والجلود، ومع الزمن تطور بالتدريج ليصبح مكانًا لبيع كافة المستلزمات الحياتية.

أما شكله فيوحي بالأصالة حيث يعتبر نمطًا معماريًا وهندسيًا متكاملًا، يعلوه سقف مقبب يتيح لأشعة الشمس أن تدخله من الجهة الشرقية، والهواء النقي من الجهة الغربية، وفي أحد مداخله الرئيسية يقع المسجد "العمري" الكبير الذي أنشأه السلطان محمد بن قلاون عام 1329م.

وعند دخولك للمكان ستجذبك رائحة التوابل وتزكم أنفك، فهي تحتل جزءا كبيرا من محلات العطارين المتراصة.

يقول أحد أصحاب محال العطارة القديمة، السبعيني فايز زين الدين لـوطن، "تعلمت هذه المهنة من والدي منذ الطفولة، وورثت المحل منه وعلمت هذه المهنة لأولادي وأحفادي وستظل ميراثًا للعائلة".

وعن "العطارة" يوضح: هي ليست فقط بيع التوابل والأعشاب، ولكنها أيضا تشمل تركيب خلطات علاجية لأمراض كثيرة، ولا يستطيع جميع العطارين القيام بذلك. مشيرًا إلى أن عمليتي البيع والشراء لا زال مستمرًا في محله ومحلات جيرانه.

وتقول الروايات التاريخية عن السوق أنه كان يضم 18 محلًا يقابلها على الناحية الأخرى 16 محلًا لا تتجاوز مساحة الواحد منه الـ2.7 متر.

ويعتبر سوق الزاوية من أهم الأسواق في غزة، نظرا لموقعه الجغرافي وقيمته التاريخية، إضافة لشموله كافة المستلزمات المنزلية التي يحتاجها المواطنون ابتداء من الخضروات والفواكه وليس انتهاء باللحوم والأسماك لذلك يجمع هذا السوق كافة فئات المجتمع.
بدوره، يقول الأربعيني نبيل برزق، وهو أيضا يملك دكانًا في سوق الزاوية أن "السوق مركزي، ولا يمكن الاستغناء عنه لدى الغزيين، خاصة في شهر رمضان، لأنه يحوي كل المستلزمات التي يطلبها المواطن وله أجواء خاصة تختلف عن غيره".

وأبدى رواد هذا السوق حبهم للتسوق منه، فتقول الخمسينية أم طارق، وقد حملت بيديها عددا من الأكياس الممتلئة بالمشتريات: "منذ سنوات التسوق في هذا السوق وشراء كل ما يلزمني من مكان واحد، فأسعاره مناسبة وكل ما يباع فيه طازج ومضمون".

وتضيف:هذا السوق قديم جدا وكنت آتي إليه مع والدي رحمه الله، والتجول فيه متعة، ويذكرنا بالماضي الجميل.

سوق الزاوية ليس مكانا للتسوق فقط فهنا تجد المصورين والهواة في كل وقت، وخاصة موسم شهر رمضان والأعياد ليلتقطوا فيه أجمل الصور للحياة التجارية المستمرة بحيوية كاملة رغم مرور عشرات السنين على إنشائه.

وقبل خروجك من هذا السوق لا تنسى أن تتذوق الزيتون والمخللات التي تظهر كلوحة فنية ستلفت انتباهك بلا شك، وأن تشتري بعض الزعتر والميرامية فهي أشياء لا غنى عنها في كل بيت فلسطيني.

تصميم وتطوير