حماس لا تريد تسخين جبهة غزة والفصائل تتوافق على عدم التصعيد.

13.10.2015 04:58 PM

وطن رأي اليوم: رغم أن قيادة القوات الأمنية في قطاع غزة الخاضعة لإمرة حركة حماس نفت أن تكون قد بدأت بعمليات أمنية على الأرض لمنع وصول الشبان إلى منطقة السياج الحدودي الفاصل عن إسرائيل، في خطوة لوقف عمليات التصعيد التي كانت في طريقها لتأجيج الوضع الميداني، إلا أن المعلومات الأكيدة الواردة من غزة تشير إلى وجود اتفاق بين الفصائل أقر بمنع التصعيد وعدم تبنى المواجهات على الحدود التي يقودها شبان في مطلع العشرينيات.

على مدار ثلاثة أيام ظلت حركة حماس تجري اتصالات مع حلفائها في غزة، ومع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، لوقف أي عمليات وصول للشبان الغاضبين لمناطق الحدود، وركزت أكثر اتصالاتها مع حركة الجهاد الإسلامي، التي يقال انها كانت تقف خلف المواجهة الأولى التي اندلعت الجمعة الماضية، وأدت إلى استشهاد سبعة شبان في غضون ساعتين تقريبا.

الاتصالات التي أجريت أثمرت عن تبني الفصائل لخطة فعاليات، أي منها لم يحمل دعوة للتصعيد تجاه حدود إسرائيل، على أن تتركز الفعاليات التضامنية مع القدس أمام المؤسسات الدولية وكذلك في الميادين العامة.
قال أحد المسؤولين في غزة لـ "رأي اليوم" أن جميع قادة الفصائل توافقوا داخليا على عدم التصعيد، خلال اجتماع عقد في مدينة غزة السبت الماضي، أي بعد يوم واحد من اندلاع المواجهات على الحدود، وذلك بعد خشيتهم من أن ترى إسرائيل في غزة مكانا لحرف بوصلة المواجهة إلى غزة بدلا من الضفة، وهو ما سيسهل على إسرائيل الهروب من العقاب، حيث قال هذا المسؤول ان حركة حماس تبنت هذه الوجهة.

ذلك الاجتماع الذي جمع قادة الفصائل، لم يشهد اعتراض على موقف حماس الداعي لعدم التصعيد على الحدود، من خلال وقف المواجهات رويدا رويدا.

وهنا يتوقع العارفون جيدا لطبيعة أوضاع غزة وشبانها، أن لا تتم السيطرة مباشرة على من يقود المواجهات، وأن الأمر ربما يحتاج لوقت، خاصة وأن المنع المباشر يحرج حماس بشكل كبير، ويظهرها بموقف الرافض للهبة الجماهيرية، وكذلك سيحرج أي فصيل يتبنى الأمر بشكل مباشر.

معلومات "رأي اليوم" تشير إلى ان الفصائل الفلسطينية، خاصة الجهاد الإسلامي، لا تقدر على تحمل مسؤولية النتائج المترتبة على الأمر، في ظل الخشية من تطور الأحداث لتفوق عمليات رجم الحجارة على قوات الاحتلال مع ارتفاع أعداد الشهداء.

فالكل يخشى مع عودة مجهولون لإطلاق الصواريخ من اتساع الدائرة، بما لا يمكن وقفه في هذا الوقت بالذات، وهو أمر بعد المداولات الداخلية رفضته حركة حماس علنا، حين قال الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي أنه في انتفاضة القدس يجب أن لا تصرف الأنظار ولا الاهتمام ولا الصحافة والإعلام عن حراك شعبنا في القدس والضفة، وعلى الساحات الأخرى دعم هذا التحرك بما يستطيعون "تحريضاً ودعماً ومؤازرة"، وبذلك كان يدافع عن موقف حماس الرافض لانتقال المواجهات لغزة.

أبو مرزوق قال "نحن في عمق انتفاضة القدس ولها أهدافها وسياساتها وأدواتها، ولا نريد أن ندفع دماء أبنائنا ونسائنا ثم لا نحقق ما انتفضنا لأجله"، وحين تطرق لم يرد ان تفتح حماس مواجهة عسكرية، قال “هناك صفحات من التواصل الاجتماعي وبأسماء فلسطينية وأقلام وتغريدات كلها تدعو إلى إطلاق الصواريخ لحرف التوجه، والانتفاضة إلى ميدان آخر، وصيغة أخرى، فتمر الانتفاضة ولا نربح معركة الصواريخ، ويظهرنا أمام العالم بأننا المعتدين وهم الأبرياء، وأن جرائمهم في القدس والأقصى والضفة تمر بل تمضي في سبيلها وتنحرف البوصلة في اتجاه غزة".

وقد نفى الناطق باسم الداخلية في غزة الخاضعة لإمرة حركة حماس إياد البزم أن تكون هناك نية من قبلهم لمنع المواطنين من الوصول إلى المناطق الحدودية مع إسرائيل.

النفي جاء بعد تسريب رسالة موجهة من مسؤول الداخلية في غزة إلى مدراء الأجهزة تعلمهم بقرار منع السكان المدنيين من الاقتراب من الحدود، مسافة 500 متر كون المنطقة تعد عسكرية.
لكن البزم قال ان الوثيقة المنسوبة لوكيل الوزارة "مزورة"، وأنه لا صحة لما ورد فيها، وأن الواقع يؤكد عدم صحتها.
على العموم في غزة لا تزال موجات الفضائيات التي تتبع حركة حماس، وتلك التي تبث أيضا من بيروت وتتبع حركة الجهاد الإسلامي، وكذلك الإذاعات المحلية تفتح موجهات مساندة للانتفاضة في الضفة الغربية والقدس، تتخللها أغاني وطنية حماسية.
 

تصميم وتطوير