الاحتلال تُوظّف قتل المستوطنين لشنّ هجومٍ على السلطة

03.10.2015 03:33 PM

وطن - وكالات: وظفّت إسرائيل عملية قتل المستوطنين في الضفّة الغربيّة المحتلة، لتحول نفسها من جلّاد إلى ضحية، فربطت بين ما سمّته "تحريض" السلطة الفلسطينية وخطاب رئيسها محمود عباس في الأمم المتحدة، وتردي الوضع الأمني في القدس والضفة، وذلك في محاولة للتعمية على اعتداءاتها المتواصلة على الفلسطينيين وعلى المسجد الأقصى، الذي كان السبب المباشر للعملية التي جرت أول من أمس، وغيرها من العمليات المرتقبة ضد العدو. وفيما بدا أنّه بازار للمواقف المستنكرة وتنافس حول من يكون أكثر تطرفاً ضد الفلسطينيين، تنافس المسؤولون الإسرائيليون في إطلاق تصريحات عنصرية والمطالبة بإجراءات عقابية ضد الفلسطينيين، إضافة إلى توسيع الاستيطان وتعزيزه، ثم وصف عباس بالسفاح الكبير.

وجرى المستوى الخطابي الهجومي، طوال أمس، بالتزامن مع تجدد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في مدن الضفة بحماية من جيش الاحتلال، الذي أغلق الحواجز التي تربط الطرق بين القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة. رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وصف العملية بأنها صعبة جدًا على إسرائيل ووحشية وصادمة، وأنها ناتجة من التحريض الفلسطيني الوحشي والصمت المطبق لرئيس السلطة، على حدّ تعبيره. لافتًا إلى أنّها دليل إضافي على أن التحريض الفلسطيني يؤدي إلى عمليات إرهابية وعمليات قتل. عباس ينشر الأكاذيب حول نيات إسرائيل المزعومة في تغيير الوضع الراهن في جبل الهيكل، في إشارة إلى الحرم القدسي الشريف.

وفي مستهل لقاء نتنياهو وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أكد على أنّ العملية الإرهابيّة لن تمر من دون رد. وقال: لقد عززنا القوات في الميدان وسنغيّر نوع نشاطها فيها، مهددًا بإجراءات انتقامية: سنعثر على هؤلاء القتلة ونحاسبهم، وقبل أي شيء آخر سنقوم بأعمال حتى يفهموا أنه لا طائل من الإرهاب، حسبما قال. أمّا وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، فقال إنّ العملية إرهابية فتاكة، وهي امتداد واضح للتحريض ضد إسرائيل والإسرائيليين. وأضاف: قوات الأمن ستلاحق القتلة ولن تتوقف إلا حين تضع يدها عليهم. وخلال زيارة تفقدية في مكان العملية، برفقة رئيس أركان الجيش غادي ايزنكوت، ورئيس "الشاباك" يورام كوهين، عاد يعلون وأكد على أن إسرائيل ستلقي القبض على القتلة، قائلاً إنّ ذلك سيحدث عاجلاً أو آجلاً، تمامًا كما حدث في عمليات أخرى. وزعم أنّ هذه العملية غير مرتبطة إطلاقًا بالأحداث في جبل الهيكل (الحرم)، بل هي مرتبطة تحديداً بتحريض السلطة الفلسطينية، وتحديدًا رئيسها.

وأوضح يعلون أنّ وحدات الجيش تركز جهودها حاليًا في الضفة من أجل توفير حلٍّ لكل أنواع الهجمات، بما يشمل رشق الحجارة والزجاجات الحارقة، وكذلك إطلاق النار. في هذا السياق، ربط وزراء إسرائيليون بين كلمة عباس في الأمم المتحدة ومقتل المستوطنين في الضفة، فوصفت وزيرة الثقافة من حزب "الليكود"، ميري ريغيف، رئيس السلطة بالسفاح الكبير، وقالت إنه بعد 24 ساعة على الخطاب العنيف للسفاح أبو مازن، قتل زوجان إسرائيليان، وهو دافع كي تعمد إسرائيل إلى تصعيد ردّها.

أيضًا، طالب وزير العلوم من "الليكود"، اوفير أكونيس، بتوسيع البناء في المستوطنات، باعتباره الرد الأقوى على ما وصفه بالإرهاب الفلسطيني. من جهة أخرى، اتهم رئيس حزب "البيت اليهودي"، الوزير نفتالي بينت، عباس، بالوقوف خلف العملية. وقال إنّ الأوامر الصادرة من أبو مازن خرجت إلى حيّز التنفيذ، وهي ملطخة بالدماء، ولن تقوم دولة لشعب (فلسطيني) ينادي زعماؤه بالقتل. وتوجه إلى نتنياهو قائلاً: يجب العمل سريعًا على إعادة الأسرى المطلق سراحهم في صفقة غلعاد شاليط إلى السجن فورًا.

كذلك، قال رئيس المعارضة وزعيم "المعسكر الصهيوني"، يتسحاق هرتسوغ، إنّ عملية القتل في الضفة شنيعة ومؤلمة. يجب أن نمكّن القوات الأمنية من التصرف بسرعة وبإصرار من أجل إلقاء القبض على القتلة ومحاكمتهم، فيما هاجم رئيس حزب "يش عتيد" يائير لبيد، رئيس السلطة، وقال: لا يمكن أن تدّعي أنك تدعم جهود السلام، ومن جهة ثانية تسلم بالعمليات الإرهابية، وقتل الأبرياء أمام عيون أطفالهم، على حدّ تعبيره. ميدانيًا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه دفع بأربع كتائب من الجيش للانضمام إلى القوات الموجودة حاليًا في الضفة، وذلك بعد تقدير وضع في هيئة الأركان العامة للبحث عن الإرهابيين وضمان سيطرة الجيش على المناطق التي تشهد احتجاجات فلسطينية، مع التشديد على ضرورة منع التدهور الأمني.

وقال ضابط رفيع المُستوى لصحيفة "جيروزاليم بوست"، إنّ التركيز الأساسي للمهمة الموكلة إلى القوات على الأرض هو الاستجابة السريعة للمعلومات الاستخبارية، والقبض على الإرهابيين، لافتًا إلى أنّ الجيش يحاصر عددًا من القرى الفلسطينية في المناطق المجاورة لمكان العملية، ويأمل أنْ يتمكن من اعتقال منفذيها. وقال متحدث عسكري إسرائيلي، إنّه تمّ دفع 4 فرق عسكرية إسرائيلية، إلى الضفة الغربية، بعد حادث إطلاق النار، الذي أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين قرب نابلس، مساء الخميس.
وقال بيتر ليرنر، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في تغريدة له على حسابه الرسمي "تويتر:، إنّ الجيش الإسرائيلي يعمل على ملاحقة وتحديد المسؤولين عن الهجوم، بحسب زعمه.
 

تصميم وتطوير