الأقصى- كتب: سامر عنبتاوي

29.09.2015 08:02 AM

قبل خمسة عشر عاما و تحديدا في يوم 28-9-2000 اقتحم شارون المسجد الاقصى ..داس مع جيشه ببساطيرهم ارض المسجد و دنسوا حرماته ..معلنين بدء المرحلة الاخيرة في حربهم على الاقصى ..و ثار الشعب الفلسطيني دفاعا عن ارضه و مقدساته و انطلقت سموها ما شئتم ..انتفاضة.. ثورة ...هبة ...انها الاعلان عن انتهاء النزهة المسماة باوسلو و انتهاء ( شهر العسل ) الذي لم يحمل من العسل سوى لسع نحله..انتهاء اكذوبة السلام الموعود و الحلم المصطنع بانشاء الدولة من خلال الحوار الدافيء بين (اصدقاء السلام) ..اسدل الستار على المسرحية الهزلية بمشهد دامي ..الاقصى يمتهن ...ومحمد الدرة يسقط شهيدا في حضن والده ...و كما يقول فنانوا المسرح ...من اصعب الادوار الانتقال من الكوميديا الساخرة و الهزل الى الدراما في لحظة لتنقلب البسمة الى ملامح الحزن و القهقهة الى العويل ...والمتعة الى اعتصار الالم ...لقد قالها شارون بصراحة : خدعناكم و انتهى زمن اللعب و الآن الى الجد القدس ليست لكم و لا حتى مقدساتها و حلمكم بالدولة حلم ابليس بالجنة و مفاوضوكم بلعوا الطعم ...اوسلو كان بالنسبة لنا يعني مزيدا من الوقت للاستيطان و تغيير المعالم و التحضير للانقضاض و ها قد حانت ساعة الصفر ...(نحن في الاقصى و الاقصى لنا).. و البقية تأتي....و رد الشعب و بنفس القوة ..نحن شعب يتعرض للظلم و القتل و الدمار منذ عشرات السنين و سقط لنا آلاف الشهداء و أ عتقل الالاف و ابعد العديد من ابناء الشعب و هجرنا مرتين ...و لو حصل هذا لشعب آخر لربما استسلم لواقعه و املاءاتكم ..و لكن نحن الشوكة في حلقكم و لم و لن نتنازل عن ارضنا و قدسنا و مقدساتنا و سنبقى اوفياء لدماء الشهداء و لنعلنها حربا مفتوحة حتى انتهاء احتلالكم الظالم مهما كلفنا الامر من تضحيات و معاناة .

و مرت السنون الخمسة عشر مارست فيها دولة الاحتلال ما لم تصل اليه من قبل ...اجتاحت المدن و القرى و المخيمات بمئات الدبابات و الآليات ...قصفت بالطائرات ...اغتالت بالصواريخ و القصف ...لم تترك شارعا او شجرا او بنية تحتية الا و طالته ...انها فعلا حرب بكل معنى الكلمة من قبل جيش مزود باحدث الاسلحة ضد شعب اعزل الا من الارادة و الايمان بقضيته و حقوقه ...سنون عجاف صعبة ...وضعت فيها الحواجز و فصل بين المدن و القرى و المخيمات و عزلت عن بعضها ..دمرت المباني الحكومية و الخاصة ..استنزف المال و الاقتصاد و العمل ...و الاهم ...استشهد الآلاف..و اعتقل عشرات الآلاف...و لم يسلم احد من المعاناة ...و صمد الشعب
و اليوم و في نفس التاريخ و بعد 15 عاما ها هم في الاقصى مهاجمين مدنسين للحرمة .. وها هم المرابطات و المرابطون يتصدون بصدورهم و حجارتهم و احذيتهم بهمة لا تكل و بارادة لا تنحني و بايمان لا يطوعه الزمن ...المعركة لا زالت مفتوحة و لم و لن نيأس انها القدس و انها المقدسات ..انه المسجد الاقصى و لن ننحني للعاصفة الهوجاء سنبقى نقاوم و نتصدى و نحمي الارض و المقدسات مهما بلغ الثمن ...اردتموها حربا مفتوحة على القدس فنحن لها ...هذا هو صوت المقدسيين ...وهذا هو صوت الشعب الفلسطيني حيث وجد ......و لكن....

المعركة كبيرة و هي ملحمة و ميزان القوى مختل ...و الاقصى ليس مسؤولية فلسطينية و حسب بل عربية و اسلامية و معركة القدس و الاقصى هي معركة الجميع ...القدس بحاجة للدعم الكامل و تحمل المسؤوليات ...لقد اهملت من قبل الجميع و تركت تضمد جراحها وحيدة ..صمود اهل القدس و المرابطين بحاجة للدعم المالي و المعنوي و القانوني و المساندة على كافة الصعد من الجميع ...ايها العرب ..ايها المسلمون لقد دفع الشعب الفلسطيني من دمه و عرقه و ماله و خيرة ابنائه الثمن الكبيرجدا و لا يزال ...و الشعب صامد على ارضه مدافعا عنها و عن المقدسات و سيظل كذلك ...و لكن لن يرحمكم اطفال فلسطين و ستبقى دماء شهدائها تلاحقكم ...و الاقصى الذي كشف عوراتكم و دخل التخاذل غرف نومكم ..و انتم صامتون ..تشاهدون و قد تتجنبوا ايذاء عيونكم و تفضلون وضع الاصابع في الآذان و الغطاء على العيون كي لا تسمعوا الانات ...و لا تشاهدو حجم الجرائم و المآسي ...و منكم من يطبع مع دولة الاحتلال ..و منكم من يلوم الضحية و منكم من يذرف دموع التماسيح ...و المعركة مستمرة ...
لقد اختار الشعب الفلسطيني طريقه... المقاومة و الصمود حتى دحر الاحتلال و الدفاع عن الارض و المقدسات حتى الشهادة ,,و سيبقى كذلك و التاريخ يشهد ...و من شاء اللحاق بالمركب و المساندة الفعلية من العرب و المسلمين فهذا واجبه و يستطيع فعله ...و من شاء الهروب من المسؤولية او مقاومة الصمود يعرف الى اين منتهاه ...و سيبقى الاقصى رمزا لصمود الشعب الى ان يشاء الله ...اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد...
 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير