"زوجتكِ نفسي"، شعار داعش للاعتداء على النساء

28.09.2015 03:25 PM

وطن - كتب: موفق محمد: المئات من الإيزيديات تعرضن لاعتداءات مختلفة من قبل عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش، وهذا ما قد يخلق جيلاً من الأطفال الذين ولدوا من آباء مجهولين. 

سلوى باسم (27 عاماً)، من أهالي مدينة سنجار، تعيش أسوأ أيام حياتها بعد إصابتها بمرض نفسي هو "الخوف من غروب الشمس وإطلالة الليل"، نتيجة الاعتداء عليها جنسياً 3 مرات من قبل أحد أمراء داعش في مدينة الموصل، قبل أن تلوذ بالفرار بصحبة فتيات أخريات.

حادثة غير عرضية

لم تكن مأساة محافظة نينوى، قبل أكثر من عام، حادثة عرضية، بل حلّت الكارثة تحديداً على أبناء الطائفة الإيزيدية، بعد الاستيلاء على أموالهم وثرواتهم وكرامتهم، من خلال اختطاف النساء والبنات والأطفال والشباب.   وحين هبّت الرياح على أهالي مدينة سنجار، لم تُبقِ يابساً ورطباً.

بل عصفت بالجميع وتمّ الاعتداء على الصغير قبل الكبير، لا سيما الفتيات والنساء، وقُتل وخُطف المئات. وفقاً للإحصاءات الرسمية، تمّ اختطاف 5838 شخصاً من قبل داعش، بينما نجا 1986 بينهم 757 سيدة، و456 فتاة، و300 رجل، و473 شاباً.

 كيف بدأت وأين انتهت؟ 

سلوى باسم وسمية خضر ومنال عادل، 3 من مئات الفتيات اللواتي تعرّضن للاعتداء في مناسبات مختلفة، منها الضرب والاعتداء الجنسي. تقول باسم  وقد تغيّرت ملامح وجهها وازداد اللون الأزرق تحت عينيها، إن "إرهابيي داعش دخلوا المدينة فجأة في حزيران العام الماضي، ولم نتوقع ذلك، خصوصاً أنّ المنطقة كانت مؤمّنة. وبعد ساعات فقدت خلالها التركيز، وجدت نفسي في منزل بصحبة أكثر من 120 فتاة.

لم يمر وقتٌ طويل قبل أن يجلبوا مركبات لنقلنا إلى منطقة بعاج في محافظة الموصل ووضعنا في منزل كبير. وهناك كانت عمليات الاغتصاب تتم كل ليلة، يأتي الأمراء ويصحبون من يحلو لهم من البنات لأكثر من ساعتين، في منزل آخر بجانبنا، وبعدها يعودون بهن". 

وتروي باسم: "مع بداية الغروب في اليوم الثاني عقب عملية الاختطاف، جاء أحدهم يقال له الأمير حسن، بصحبته رجلان، وأصر الثلاثة على أخذي بطريقة عنيفة، فتعرّضت كلّ أعضاء جسمي للجروح نتيجة سحبي على الأرض، وقام بالاعتداء علي. تكرّر ذلك 3 مرات، وكلّ مرة مع بداية الغروب. لذلك، حين تغرب الشمس يشمئز جسمي وأشعر بالبرد والخوف".

التخلص من الجنين 

سمية خضر، 32 عاماً، أم لفتاة وتحمل طفلاً كان ثمرة الاغتصاب الذي تعرضت له. تقول: "قتلوا زوجي وأخي وابن عمي وخال زوجي أمام عيني. وبعد 3 أيام على اختطافنا وعزلنا في منزل في مدينة الموصل، كانت خلالها عمليات الاغتصاب مستمرة، وكانوا يقولون لنا إنّها حلال. فيقول الإرهابي "زوجتك نفسي وأنت حلال لي"، ويقوم بالاعتداء على الفتاة التي يختارها". 

تعيش خضر منعزلة في غرفة مظلمة، وتعاني من الاكتئاب نتيجة ما تعرّضت له، وهي تحمل طفلاً في أحشائها، كانت تخطط للتخلص منه، بالاتفاق مع إحدى الطبيبات، لكن الخوف من تعرض حياتها للخطر أجّل القرار.  منال عادل ضحية أخرى، تعرضت لاعتداءات مختلفة، منها جنسية مرتين.

تقول إن "إحدى الفتيات كانت قوية الإرادة فانتحرت بواسطة الزجاج، بعد أن تعرضت للاعتداء 12 مرة". وتضيف: "المواقف التي أرويها لا تكفي أن يتمّ الكتابة عنها، بل تحتاج إلى مستمع يتحمّل حجم هذه المعاناة". وتشير عادل إلى أن "إرهابيي داعش كانوا يغتصبون من يشاؤون، وعندما يضجرون منهن، يقومون ببيعهنّ. وشاهدت عملية بيع مجموعة من النساء، بينهن فتاتان و5 سيدات، مقابل 700 دولار لكل واحدة، والمشتري رجل يتجاوز عمره الـ40 عاماً".

وفي إحدى الليالي، قامت الضحايا الثلاث، بعد بقائهن في المنزل مدة 37 يوماً، بالهروب من المنزل، عبر إحدى النوافذ، واحدة تلو الأخرى، ولبسن الخمار. وبواسطة أحد الأقرباء الذي كان يقطن في الموصل تمّت إعادتهنّ إلى مدينة دهوك. نينوى، حضارة العراق التاريخية تحوّلت إلى مدينة الانتهاك  كانت مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى الواقعة شمالي العراق على ضفاف نهر دجلة، قبل دخول داعش، وهي ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد، لكنها تحوّلت اليوم إلى أتعس مدينة عراقية.

كما كانت المركز التجاري الحيوي والأهم في العراق لأنّها الأقرب لسوريا وتركيا، وتصل نسبة التجارة فيها سنوياً إلى ملايين الدولارات. وقد تحوّلت عام 2014 منفذاً للإرهاب والخراب، وبوابة للتخطيط لأعمال إجرامية.

 نقلا عن رضيف 22

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير