من القدس إلى العالم.. حملة "اسمي يزور المسجد الأقصى"

02.06.2015 01:28 PM

وطن - وفاء عاروري: تدوين اسم شخص على ورقة، وتصويرها برفقة الأماكن المقدسة، ظاهرة انتشرت بشكل كبير في الأونة الأخيرة، ولعل الحرمان الذي يعاني منه الفلسطينيون، في الوطن والشتات، من زيارة الأماكن المقدسة، كالمسجد الأقصى المبارك، والأماكن الأثرية، والسياحية، كمدن الداخل الفلسطيني المحتل، كانت الدافع الرئيس لانتشار مثل هذه الظاهرة.

فاطمة البكري، "31 عاما"، فلسطينية من القدس المحتلة، أم لطفلين، ناشطة اجتماعية تعمل في مجال الصحافة والاعلام، تعيش القدس بتفاصيلها اليومية، وتقدر حجم المعاناة التي يعانيها أهالي القدس، كما تقدر حجم شوق الفلسطينيين، في كل مكان، لرؤية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

البكري، راودتها فكرة حملة "اسمي يزور المسجد الأقصى"، فيما كانت تقف على حاجز قلنديا العسكري، تشاهد العشرات من الفلسطينيين يصطفون لاجتيازه، وكان من بين ما اصطف في ذاك الطابور المكتظ، "حمار" يريد صاحبه عبور الحاجز به، لتجد فاطمة أن معاناة الحاوجز العسكرية لا تقتصر على الانسان، بل تطال الحيوان أيضاً،فما كان منها الا أن تجد طريقة تجعل مَن لا يستطيع دخول القدس جسداً، أن يكون زائراً لها بالاسم.

وحول الهدف من حملة، اسمي يزور المسجد الأقصى، تقول فاطمة: "كان لا بد من اعادة القدس الى الواجهة الفلسطينية، في ظل الانقسام الفلسطيني، و انصراف الفصائل عن القضايا الجوهرية، إلى غيرها من القضايا".

وأضافت فاطمة، "حاولتُ بهذه الطريقة لفت انتباه الفلسطينيين في كل مكان، إلى أن القدس سبب يجمعنا ويوحدنا جميعًا كفلسطينيين، وبالفعل فإن تفاعل الشباب مع الحملة جاء أكثر مما توقعت، بحيث انجذب مئات الآلآف من العرب و اللاجئين الفلسطينيين وأهلنا في غزة و الضفة الغربية للحملة و دعموها بشكل كبير جدا".

تفاعل الناس على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كان أحد الأسباب الرئيسية لإنجاح الحملة، فقد استخدمت البكري الموقع، من أجل جمع أكبر عدد من المشاركين، ممن يريدون لاسمهم أن يزور المسجد الأقصى، ولم تتفاجأ البكري عندما انتقلت الفكرة وبشكل سريع جدًا إلى صفوف الشباب الفلسطيني، فنظمت حملات مشابهة وداعمة للحملة، كـ"اسمي يزور الحرم الابراهيمي، واسمي يزور قطاع غزة".

ريم شماسنة، من مدينة رام الله، لم تزر المسجد الاقصى منذ 9 سنوات، تقول: "شعرت بسعادة كبيرة جدا، حينما كتبت فاطمة اسمي على الورقة، وصورتها مع الاقصى، بالطبع اتمنى زيارة الاقصى يوما ما، لكن الاجراءات الاسرائيلية تحول دون ذلك.

محمد النمورة من مدينة الخليل، لم يزر المسجد الاقصى منذ عام 1991، يقول" تكاد تكون هذه اجمل هدية تلقيتها في حياتي، لم ازر الاقصى منذ سنوات طويلة وكل يوم يزداد شوقي له اكثر فاكثر، شعرت بان الصورة اثلجت صدري ولو قليلا حتى ارى الاقصى على الواقع يوما ما.

وحول الالية التي تعمل بها فاطمة لكتابة الاسماء وتصويرها، تقول البكري: في كل أسبوع أكتب أكثر من 500 اسماً وأصورها، لدي متطوعين اثنين الان، ويوجد في جعبتي مئات الالاف من الاسماء، من كل جنسيات العالم، و انتظر لوهلة حتى القى الدعم الكافي من المتطوعين لاستكمال المسيرة، خاصة وأن التدخلات والازعاجات التي تمارسها عناصر شرطة الاحتلال الاسرائيلي مستمرة.

فاطمة التي بدأت حملتها في آذار من العام الجاري، تؤكد أن حملتها لن تتوقف، الا بعد أن تحقق حلمها في تحويل حملة "اسمي يزور المسجد الأقصى"، إلى حملة "أنا أزور المسجد الأقصى"، وهو ما تدرك مدى صعوبته وتصر على تحقيقه في آن واحد.

تصميم وتطوير