شباب فلسطين يسبقون ساستها إلى الجنائية

25.05.2015 06:15 PM

وطن - الهدف: محكمة الجنائية الدولية التي تأسست عام 2002، كأول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب و الاعتداء، تحتضن بين أروقتها دولة فلسطين للمرة الثالثة على التوالي، في مسابقة جامعة "لايدن" بلاهاي .

جامعة الأزهر بغزة، هي التي كانت السبب في إنشاء هذه المسابقة الدولية، حين نظمت عام 2012، مسابقة "المحكمة الجنائية الدولية الصورية"، وفازت بالمركز الأول على مستوى الجامعات, الأمر الذي لفت انتباه المحكمة الجنائية بلاهاي، ما دفعها بعد ذلك للمبادرة بتنظيم المسابقة بصورة عالمية.

والمسابقة تنظمها سنوياً "جامعة لايدن" بمقرّها لاهاي، غرب المملكة الهولندية، وهذا العام 2015، يشارك في المسابقة 55 فريقاً من مختلف الدول.

وعن الفريق الذي يمثل فلسطين هذا العام في المسابقة، فهو فريق كلية الحقوق بجامعة الأزهر كالمعتاد، ويضمّ: عميد الكلية د. ساهر الوليد، والمدرب ماهر مسعود، والمنسق الإداري والمالي غسان أبو عيشة، والطلاب: أحمد أبو فول، وأنس أبو شمالة و نور الصليبي .

وعن مشاركات الفريق على مدار أعوام تنظيم المسابقة الثلاثة، فقد كان فريق الجامعة عام 2013، هو الفريق العربي والإسلامي الوحيد، وفي الثانية عام 2014 شاركت الإمارات، وفي مسابقة هذا العام 2015 تشارك كلاً من لبنان والإمارات.

مرافعات مبهرة وفخر فلسطيني

د.ساهر الوليد، عميد كلية الحقوق بجامعة الأزهر ورئيس الفريق المشارك في المسابقة، تحدّث لـ"بوابة الهدف" من جامعة لايدن بلاهاي، وقال: مرافعات فريقنا بدأت في اليوم الأول بمرافعة للطالب أحمد أبو فول ممثلاً عن فريق الإدّعاء أمام الفريقين الكوري والبرازيلي، وقدّم خلالها أبو فول، مرافعة متميزة أبهرت القضاة، كما ترافع الطالب أنس أبو شمالة ممثلاً عن فريق الضحايا مرافعة رائعة أمام الفريقين الكوري واللبناني.

وتابع قائلاً: في اليوم الثاني ترافعت الطالبة نور الصليبي ممثلة عن فريق الحكومة أمام الفريقين الهولندي والسنغافوري، وفي اليوم الثالث ترافع الطالب أحمد أبو فول أمام الفريقين الصربي والأسترالي، وترافع الطالب أنس أبو شمالة أمام الفريقين الكوستاريكي والأمريكي، وعاد الطالب أحمد أبو فول للترافع أمام الفريقين التركي والصيني.

و أكّد الوليد أن مرافعات الفريق الفلسطيني كانت تُتلى وسط إشادة الحضور بمضمونها، وحسمها.

وأردف قائلاً: هذه المسابقة لها جانب سياسي في عملية التمثيل، وتعطي عناصر الفريق خبرة كبيرة في المجال القانوني فمثلاً مدرب الفريق اليوم هو طالب ممن شاركوا في المسابقة الماضية ومن الصعب حالياً أن نحصل على مراكز أولى، علماً بأنّ الفريق الأمريكي وفرق دول أخرى متقدمة، لم يحصلوا عليها.

وأشار عميد كلية الحقوق بجامعة الأزهر إلى أن وجود الفريق الفلسطيني في المرات الثلاثة لم يكن شكلياً، فقد قدّم مرافعات ومذكرات لاقت استحسان القضاة، وفي كل مرّة كان يتقدّم، علماً بأنّ المرافعات قُدمت باللغة الانجليزية، التي لا تمثل اللغة الأم للمشاركين.

ولفت الوليد خلال حديث لـ"بوابة الهدف" إلى أنّ رحلتهم للمشاركة في المسابقة، ليست بدعم من undp كما يعتقد البعض، إنّما هي بدعم من "بنك فلسطين" ومؤسسة "لطفية رباني" بهولندا.

لنصفق للقانون

"لندعم جامعة الأزهر ولنرتقي بكلية الحقوق رافعة صوت فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية، ولنصفق هذه المرة للقانون" , بهذه الكلمات بدأ المحامي بهجت الحلو منسق العلاقات الدولية والإعلام في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بغزة، حديثه عن مسابقة "لايدن".

وقال الحلو: "جامعة الأزهر كانت حجر الأساس لهذه المسابقة التي بدأت من المحلية ثم انتقلت إلى العالمية، بفعل الخبرات المهولة الموجودة بكلية الحقوق بالجامعة، وهناك مجموعة من الطلاب والطالبات يتحدثون الإنجليزية بشكل ممتاز، مما زاد تألق فلسطين في المحافل الدولية".

المحامي بهجت الحلو، والذي كان أحد المشاركين في مسابقة جامعة لايدن عام 2013، قال: "إن المفارقة في هذه المسابقة أنها سبقت القيادة السياسية إلى أروقة المحكمة الجنائية الدولية, مطالباً الجهات الرسمية في السلطة الفلسطينية، ومؤسسة الرئاسة، والتعليم العالي، والمؤسسات الوطنية المانحة، أن تولي كلية الحقوق في جامعة الأزهر اهتماماً ودعماً استثنائياً، فهي استطاعت أن تسجل ومنذ العام 2013 حضورا قانونياً معجباً في أروقة محكمة لاهاي، من خلال المسابقة.

وحول أداء الفريق الفلسطيني، علّق الحلو: "سطر فريق الكلية التي أتشرف بالانتساب إليها، بصفته الفريق الممثل الوحيد لجامعات فلسطين، أداءً مميزاً وبلغة إنجليزية رشيقة، و قد جسد فهماً واضحاً للإجراءات الشكلية والموضوعية الناظمة لعمل المحكمة، وولايتها القانونية، وللجرائم التي تقع ضمن اختصاصاتها".

واختتم حديثه متمنياً التوفيق لفريق فلسطين، الذي سبق قيادته السياسية إلى هذا المحفل الدولي الأهم ، ليثبت أهمية فهم واستخدام الآليات الدولية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية الشرعية.

وبهذا تتألق فلسطين وشبابها، في محفلٍ دوليٍ هو الأهم حالياً على صعيد القضية الفلسطينية ومشروع مقاضاة المحتل الإسرائيلي، في مسابقة تهدف لإيصال رسالة واضحة لقادة الكيان، مفادها: "في نهاية المطاف سنُوفّق بجرّكم لمقصلة هذه المحكمة".

 

تصميم وتطوير