في عيد العمال .. ربع مليون عاطل عن العمل في قطاع غزة

30.04.2015 09:39 AM

وطن- كتب:ماهر تيسير الطباع

للأسف الشديد منذ ثمان أعوام وكل عام أكتب نفس المقال مع اختلاف الارقام للأسوأ على أمل أن يتغير واقع العمال المرير في قطاع غزة، لكن للأسف هذا العام إزدادت أوضاع العمال سوءًا نتيجة لتبعيات الحرب الاخيرة و استمرار الحصار و تعثر عملية إعادة الإعمار.

و يصادف يوم 1/5 عيد العمال العالمي فيحتفل العمال بجميع أنحاء العالم بهذا العيد وذلك للفت الأنظار إلى دور العمال ومعاناتهم والعمل على تأمين متطلبات عيش كريم لهم نظير جهودهم المبذولة في العمل، بينما يستقبل عمال قطاع غزة  هذه المناسبة العالمية بمزيد من الفقر و ارتفاع البطالة و غلاء المعيشة و معاناة متفاقمة، فهم لا يجدون شيئًا ليحتفلوا به فحالهم وما يمرون به على مدار 15 عاما لا يسر عدو و لا حبيب، فبدءًا بانتفاضة الأقصى عام 2000 مرورا بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة و تشريد آلاف العمال مما كانوا يعملون في منطقة (ايرز) الصناعية، و صولا إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ثمان سنوات ختاما بالحروب و الهجمات العسكرية المتكررة على قطاع غزة وما تبعها من تدمير للعديد من المنشآت الاقتصادية، كلها ساهمت في ارتفاع معدلات البطالة و الفقر و تدهور الاوضاع الاقتصادية وبالتالى تدهور أوضاع العمال.

وأدت الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر في الأراضي الفلسطينية بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص و بشكل كبير جدا منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، حيث فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحصار الاقتصادي علي قطاع غزة وبدأت تنتهج سياسة إغلاق المعابر التجارية ومعابر الأفراد بشكل مستمر ومنعت العمال الفلسطينيين والبالغ عددهم في ذلك الوقت ما يزيد عن 40 ألف عامل  من التوجه إلي أعمالهم داخل الخط الأخضر، وبدأ يتقليص عدد العمال داخل الخط الأخضر تدريجيا إلي أن وصل في يومنا هذا إلى الصفر، وفقد قطاع غزة دخل يومي هام جدا من أجور العمال اليومية والتي كانت تعتبر من أهم مصادر الدخل القومي الفلسطيني على مدار سنوات عديدة.

و بعد الانسحاب الإسرائيلي من محافظات غزة في عام 2005 انضم أكثر من 8000 عامل جديد إلي قوافل البطالة ممن كانوا يعملون في المستوطنات ومنطقة (ايرز) الصناعية حيث بلغ عدد العاملين في المستوطنات  3500 عامل في المجالات المختلفة، بناء وزراعة وبلغ عدد العاملين في المنطقة الصناعية ايرز بحوالي 4500 عامل فلسطيني يعملون في  191  مصنعا و ورشة ومطعم.

وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني وبحسب معايير منظمة العمل الدولية، بلغ معدل البطالة لعام 2014 في فلسطين 27% (338 ألف عاطل عن العمل) ، 24% للذكور و38% للإناث، أما في الضفة الغربية فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل 143 ألف عاطل عن العمل حوالي 18% من المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر، 15% للذكور و27% للإناث، في حين بلغ العدد 195 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة حوالي 44% من المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر، 40% للذكور و57% للإناث، لكن هذة الأرقام لا تحاكي ما هو موجود على أرض الواقع في قطاع غزة، حيث تفاقمت أزمة البطالة بعد الحرب الأخيرة الشرسة الضروس التى تعرض لها القطاع ووصلت معدلاتها إلى مستويات غير مسبوقة وكارثية، حيث أدت تداعيات الحرب الأخيرة وما تبعها من استمرار للحصار و تعثر عملية إعادة الإعمار إلى تزايد عدد الفقراء و المحرومين من حقهم في الحياة الكريمة وتجاوزت معدلات البطالة في قطاع غزة  55%، وتجاوز عدد العاطلين عن العمل ربع مليون شخص، و ارتفعت معدلات الفقر و الفقر المدقع لتتجاوز 65%، وتجاوز عدد الاشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من الاونروا و المؤسسات الإغاثية الدولية و العربية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة،وهي النسبة التي بلغها انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر في قطاع غزة.

وفي الختام أود أن أتساءل، ألم يحن الوقت لتقوم حكومة الوفاق الوطنى بالعمل على خفض معدلات البطالة المرتفعة في فلسطين وخصوصا في قطاع غزة، وذلك من خلال وضع خطط استراتيجية أو رؤية مستقبلية حقيقة لإيجاد حلول جذرية للحد من ارتفاع معدلات البطالة و الفقر وتفشيها في فلسطين .

تصميم وتطوير