حصاد يوم الأرض فلسطين اشتعلت من النهر إلى البحر

31.03.2012 10:24 AM
رام الله - اشتعلت الأراضي الفلسطينية، من النهر إلى البحر، أمس، في الذكرى 36 لـ"يوم الأرض" الذي أحياه عشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة وأراضي الـ48، حيث سقط شهيد وأصيب عشرات الجرحى بصدامات مع قوات الاحتلال، فيما خرجت مسيرات تضامنية، ضمت الآلاف، في الدول العربية المحيطة، سوريا ولبنان والأردن، وسط حالة استنفار قصوى في إسرائيل التي حوَّلت المناطق الفلسطينية إلى ثكنة عسكرية ونشرت قناصتها وآلياتها العسكرية على الحدود مع لبنان وسوريا.

وقالت مصادر طبية فلسطينية، أمس، إن الشاب محمود زقوت استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة بقطاع غزة. وأكدت المصادر أن الشهيد سقط قرب حاجز بيت حانون خلال تظاهرة خرجت بالذكرى الـ36 لـ"يوم الأرض". وأضافت المصادر أن "37 فلسطينياً على الأقل أُصيبوا عندما أطلقت القوات الإسرائيلية أعيرة نارية تجاه آلاف المتظاهرين غرب معبر بيت حانون شمالي القطاع وشرق خانيونس جنوبي القطاع، خلال تظاهرات مسيرة القدس العالمية».


مواجهات الضفة

كما قال مصدر طبي فلسطيني إن 150 فلسطينياً أصيبوا خلال المواجهات التي جرت قرب حاجز قلنديا المؤدي إلى مدينة القدس المحتلة. وذكر أن أغلبية المصابين أصيبوا بحالات اختناق وأعيرة مطاطية، بينهم أمين عام المبادرة الوطنية النائب مصطفى البرغوثي، ووزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري.

وذكر مشاركون فلسطينيون أن القوات الإسرائيلية هاجمت المشاركين في المسيرة بالقنابل المسيلة للدموع والأعيرة المطاطية، إلى جانب إطلاق صفارات الصوت التي تسبب الصمم، واستخدام المياه العادمة، فيما رد بعض المشاركين برشق القوات الإسرائيلية بالحجارة. وفي شمالي الضفة الغربية، تظاهر نحو ألف فلسطيني في قرية كفر قدوم غرب نابلس. وأعلن الجيش الإسرائيلي المنطقة منطقة عسكرية مغلقة، قبل اندلاع اشتباكات مع الجنود الذين استخدموا قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وفي قرية عراق بورين جنوب نابلس، تظاهر نحو 500 فلسطيني باتجاه مستوطنة براخا، واندلعت اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي. وبحسب شهود عيان، فقد أُصيب عشرات المتظاهرين جراء استنشاق الغاز.

وشهدت مدينة بيت لحم مواجهات ومسيرات مماثلة قرب مسجد بلال بن رباح عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم. وأطلق الجنود الإسرائيليون قنابل الغاز والصوت تجاه الفلسطينيين العزل. وأصيب ستة فلسطينيين، بينهم مصور وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عفيف عميرة بجروح مختلفة خلال المواجهات التي جرت في أعقاب تأدية الآلاف صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، حيث نظمت فعاليات في ذكرى "يوم الأرض" ومسيرة القدس العالمية.



مواجهات القدس

وفي القدس الشرقية المحتلة، تظاهر مئات الفلسطينيين الذين حملوا الأعلام الفلسطينية قرب باب العمود، واشتبكوا مع الشرطة الإسرائيلية بعد إقامة صلاة الجمعة في الشوارع بسبب عدم تمكنهم من دخول المسجد الأقصى في البلدة القديمة.

ومنع الرجال دون 40 عاماً والذين يحملون فقط بطاقة مقيم دائم في إسرائيل من الدخول للمسجد الأقصى للمشاركة في صلاة الجمعة. وأكدت الشرطة الإسرائيلية في بيان أنها اعتقلت 14 متظاهراً وقامت بتفريق المتظاهرين.


أراضي الـ48

وفي الداخل الفلسطيني، جرت تظاهرة مركزية في قرية دير حنا في الجليل شمال إسرائيل. ونظمت القوى السياسية الناشطة بين الأقلية العربية في إسرائيل تظاهرة موحدة في قرية دير حنا بالجليل، وفي قرية وادي النعيم، غير المعترف بها، في النقب، لإحياء الذكرى السنوية 36 لـ"يوم الأرض" احتجاجاً على التمييز ضد العرب، وسياسة مصادرة الأراضي وهدم البيوت في النقب.

كذلك نظّمت القوى السياسية العربية في إسرائيل مسيرات إلى أضرحة الشهداء الستة الذين سقطوا في يوم الأرض عام 1976 بنيران قوات الأمن الإسرائيلية.


مسيرات لبنان

وبالرغم من الحواجز العسكرية التي نصبها الجيش اللبناني لمنع وصول المتظاهرين إلى المناطق الحدودية، استطاع ما يقارب 1000 متظاهر الوصول قبالة بلدة المطلة، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي المناطق القريبة من الحدود اللبنانية والسورية مناطق عسكرية مغلقة.

والتقت مجموعات لبنانية وفلسطينية وأجنبية، أمس، في قلعة الشقيف التاريخية في جنوبي لبنان، المشرفة على شمال إسرائيل. وقالت اللجنة المشرفة على التجمّع إن مجموعات من مخيمات فلسطينية في لبنان، إلى جانب مجموعات لبنانية وأخرى أجنبية، بينهم مجموعات من إيران، تركيا، إندونيسيا وباكستان، وصلت خلال اليومين الماضيين إلى لبنان للمشاركة في فعاليات "يوم الأرض" في قلعة الشقيف.

ومن بين المشاركين في "المسيرة العالمية إلى القدس" ستة حاخامات يهود من منظمة «ناطوري كارتا» الدولية، وهي منظمة أرثوذكسية معادية للصهيونية.


مسيرات الأردن

وشارك ما يزيد على 50 ألف شخص في إحياء "يوم الأرض" قرب الحدود الأردنية مع الضفة الغربية، متضامنين مع الفلسطينيين ومطالبين بـ"الحرية للقدس وكل فلسطين". وسط انتشار أمني كثيف نفّذته القوى الأمنية الأردنية وقوات مكافحة الشغب، فيما وُجِدت سيارات الإسعاف تحسّباً لأي طارئ.

وتجمع المشاركون في منطقة الكفرين غرب المملكة قرب موقع عماد السيد المسيح شرقي نهر الأردن، حيث أدوا صلاة الجمعة حاملين أعلاماً أردنية وفلسطينية. وهتف هؤلاء، وبينهم متضامنون عرب وأجانب من 80 دولة "لن ننساكِ يا قدس".



إغلاق واستنفار

وكانت قوات الاحتلال أعلنت عن فرض إغلاق تام على الضفة الغربية لمدة 24 ساعة، ورفعت حالة التأهب استعداداً لمواجهة يوم الأرض والمسيرات من دول الطوق لنصرة القدس. ونشرت قوات الاحتلال قوات كبيرة في نقاط الاحتكاك المتوقعة، وفرضت قيوداً شديدة على الدخول لمدينة القدس.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن آلاف رجال الشرطة تم نشرهم في مختلف أنحاء إسرائيل، خاصة في منطقة الشمال ومحيط الحرم القدسي الشريف. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال انتشرت على امتداد الحدود مع لبنان وسوريا والأردن لمنع متظاهرين من اجتياز الحدود، حيث تم نشر قناصة.
تصميم وتطوير