يا زرد السلاسل...لن تمنعنا من الإنجاب والتناسل - بقلم: تمارا حداد

06.11.2014 06:42 PM

سبحان من نفخ الروح من نطفة ليجعلها في قرار مكين لتصبح علقة وليبدأ النبض ليتطور مضغة لتصبح مخلقة كانشقاق بذرة أمل لتخرج نبتة. هذه الحقيقة البيولوجية والحيوية الرائعة استخدمها بعض الأسرى وهم خلف القضبان من اجل ثورة لحماية أسمائهم وأسماء أبائهم فهي ثورة مفروضة على الفكر والإرادة في زمن الظلمة والاستبداد.

فرغم الإجراءات الصعبة والحراسة والمراقبة الشديدة على الأسرى إلا إن بعض منهم عرفوا البوصلة التي تساعده على الحفاظ على نسله فلم يعتبروا السجن مأساة بل جعلوه شعلة وولادة حياة وأمل فبعبق إصرارهم وعزيمتهم انتصروا بتهريب نطف بعض منهم من اجل أطفال يعطرون مورد حياتهم.

فالأسير عبد الكريم الريماوي الذي اعتقل بتاريخ 18/6/2001 المنتمي لكتائب شهداء الأقصى والذي اعتقل بتهمة إطلاق النار فحكم عليه بالسجن المؤبد ل25 مرة في سجن النقب.تزوج من ليديا الريماوي القاطنة ببيت ريما والتي واصلت بمحبة  ووفاء مدة 12 عاما وخطبة فترتها سنة وسبع شهور وارتباط ومودة سنة وأربع شهور وانتظار وصبر 25 عاما فنتاج ثمارها رند وعمرها الآن 14 عاما لكن همجية الاحتلال سرقوا البسمة منهما باعتقاله ليقضي حكما حتى اليوم 13 عاما ونصف خلف أقبية السجان. فتمنت ليديا أن تصبح عائلتها كبيرة  فرغم الفراق القسري ولكسر إرادة السجان وبإرادة لا تلين لجأت لأحدث معركة وهي تهريب النطف المنوية وهذا حق شرعي إسلامي أجاز الإسلام لذلك فحق الإنجاب من حق أي أسير.

أرادت ليديا أن تعيد الحرية لزوجها بطريقتها وذلك أن نطف زوجها تترجمت لأهم مورد في الحياة وهي ابنها المعجزة مجد والذي هو مكرمة ربانية وهدية من الله ونوع من أنواع المقاومة فتقول ليديا أن فترة ولادتها لمجد أحضرت ولدها إلى سجن النقب ليراه والده رفض السجان ومنعوه من الزيارة لأنه ولد نتيجة تهريب حيوانات منوية من داخل السجن واستخدمت في زراعة جنين ولكن في 14/11/2014 اعترفوا بمجد انه ولد عبد الكريم وانه سيزور والده القابع في سجون الاحتلال بمساعدة المحاميين الذين ساعدوا لإصدار مثل هذا القرار. ما جذبني أكثر بليديا أنها منسجمة مع زوجها وأنها تتمنى معجزة أخرى  بالإفراج عن زوجها عبد الكريم وتتمنى ذلك لجميع الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.

هذا التحدي يعتبر أقوى انتصار في تاريخ الحركة الأسيرة. لم يقتصر ذلك على الأسير عبد الكريم بل لجا له الأسير رأفت صلاح رشيد الملقب بالقروي والذي اعتقل في 18/3/2006 اعتقل من أريحا بعد مطاردته مدة ست سنوات ونصف وتهمته انه ينتمي لكتائب شهداء الأقصى واستعمال النار في مناطق التماس. تزوج رأفت سنة 18/6/2004 في أريحا وحكم عليه  16 عاما قضى منهم 9 سنين. فعن طريق الخلوة الزوجية تم تهريب النطف المهربة لتشرق حياة بولادة طفل الحرية عامر رأفت القروي الذي أتم الآن سنة وشهرين يقطن مع والدته في أريحا.

تأتي والدة رأفت القروي القاطنة بعين كينيا بوجهها المملئ بالبهجة والأمل إلى الصليب الأحمر كل ثلاثاء لتتضامن مع ولدها ومع جميع أهالي الأسرى والذي زادني احتراما وتقديرا لهذه الأم الفلسطينية  العظيمة إنها تتمنى الإفراج عن الأسرى المؤبدات  قبل المحكومين.فأم القروي  تجر الأمل والتفاؤل في أصعب الظروف دون كلل بإصرار وعزيمة ترفع شعار النصر بكوفيتها الفلسطينية المعطرة بعبق الزمان والتاريخ الفلسطيني فهنيئا  لهم ولسفراء الحرية بانتصارهم رغم قيد الزنازين.

بالرغم أن إسرائيل وقعت اتفاقية  سلام مع الفلسطينيين أوسلو إلا إنها لم تلتزم بإطلاق سراح كافة الأسرى وذلك إن أي دولة تعقد اتفاق سلام مع دولة أخرى عليها أن تطلق كافة الأسرى ولكن إسرائيل لا تلتزم بذلك.فحق الإنجاب تكفله جميع الشرائع الدولية والقوانين فأين هي هذه المؤسسات الحقوقية الدولية التي ستلزم إسرائيل بذلك؟؟؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير