جمعية المرأة العاملة: التعاونيات الزراعية هدف لاستقلال النساء
25.02.2012 02:29 PM
رام الله – وطن للانباء - إلى الجنوب من مدينة الخليل وتحديداُ في مدينة يطا،يقع مخزن صغير لزراعة الفطر، تعمل فيه مجموعة من ربات البيوت والنساء العاملات ضمن مشروع قدمته جمعية المرأة العاملة للتنمية الفلسطينية .
وتعمل في مشروع الفطر أكثر من ثلاثين امراة يأتين على مدار الأسبوع لغلي القش ووضع بذور الفطر فيه ، و الذي تستغرق عملية نموه ما يقارب الأسبوعين. ولأن غالبية النساء هن ربات البيوت فقد واجهن في بداية المشروع عدة صعوبات اهمها العادات والتقاليد التي لا تتقبل كثيراً فكرة خروج المرأة للعمل.
وفي بلدة السموع كان المشروع مختلفاً ؛ حيث تم إنشاء بيت بلاستيكي لزراعة انواع عدة من الخضروات تعمل فيه إحدى وثلاثون امرأة من مختلف الأعمار.
هذا وتطمح النساء العاملات في هذه المشاريع إلى تعريف المجتمع المحلي بطبيعة عملهن بشكل اكبر ليتمكن من تسويق منتجاتهن في مختلف مناطق الضفة الغربية.
منسقة المشروع
تحدثت سهاد عبد اللطيف منسقة المشروع في جمعية المرأة العاملة اثناء برنامج حواري خاص في تلفزيون " وطن" وقالت :" الهدف من المشروع تمكين النساء من بلدات السموع والسعير ويطا ودعمهن اقتصادياً من خلال تنظيمهن في جمعيات تعاونية زراعية لرفع قدراتهن الذاتية "مضيفة " فكرة المشروع جاءت نتيجة معاناة النساء في المناطق المهمشة".
ولم يخلو مشروع التعاونيات المذكور من التحديات والعقبات في الوصول الى المجتمع النسوي في المناطق المستهدفة جنوب الخليل ، لدرجة ان ظروف هذه المناطق استدعى انشاء مركز نسوي للوصل الى نساء في مجتمع يرفض خروج المرأة خارج البيت.
تجاربنا مع النساء
وتضيف سهاد: كانت المرأة الفلسطينية تواجه مشاكل في الحياة بمفردها نتيجة غياب الازواج ووجود الاحتلال وانخراط الزوج في العمل السياسي او العمل خارج البلده، تلمسنا احتياجات النساء، ووجدنا من الصعوبة ان تشارك المرأة في المجتمع دون ان يكون لديها استقلال اقتصادي وذمة مالية ، وعندما تطمئن المرأة بوجود دخل اقتصادي تشعر بالامان والمشاركة بصنع القرار"
قمنا بتنظيم النساء في تعاونيات ، والمشكلة في استمرار استدامة هذا العمل،
وطالبت منسقة المشروع المؤسسات الرسمية والوزارات بوضع خطة وطنية لدعم التعاونيا من خلال معرفة المصادر الموجودة ، والبحث عن اليات لدعم المناطق التي تقع خلف الجار،وتغيير قوانين وسياسات من اجل تمكين المرأة وحماية حقوقها.
واكدت المنسقة سهاد على ضرورة الابتعاد عن التمويل الخارجي والاعتماد على الامكانيات الذاتية والوطنية .
تاريخيا المرأة الفلسطينية عاملة
من جانبه تحدث الخبير في عمل الجمعيات الخيرية جودة الجمل خلال برنامج تلفزيون " وطن" وقال :" تاريخيا المرأة الفلسطينية كانت تقوم بـ 60 بالمائة من العمل الزراعي ، والمرأة الفلسطينية اثبتت وجود طاقة هائلة لديها خاصة عندما كان يغيب الرجل نتيجة ظروف الاحتلال".واضاف " المبادرات التعاونية وتأطيرها في تعاونيات هو نموذج متطور في العالم ويجب ان يأتي من المواطنين الذين هم القاعدة الاساسية، وهذا يسهل عملية دعم التعاونيات، وان شرعية الجمعيات التعاونية تاتي من خلال الحاجة اليها.
وتحدث الجمل عن تجربة فلسطينية رائدة في عملية دعم مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر التي تعتبر رائدة في تاهيل الاسر المحتاجة ، واعتبر الجمل ان استمرارية المشاريع الصغيرة اثبتت نجاحها اكثر من الدعم الشهري المادي للاسر الفقيرة"
نقلة نوعية
اكد صالح فريد مدير دائرة الارشاد والتعاون في وزارة العمل اثناء برنامج "وطن" حصول نقلة نوعية في عدد الجمعيات النسوية في فلسطين وقال:"قبل قدوم السطلة عام 94 كان لدينا 3 جمعيات نسوية فقط ، والان لدينا 57 جمعية نسوية والعدد مرشح للزيادة خلال الاشهر القادمة ،وعزى تزايد الجمعيات الى الظروف اللاقتصادية والسياسية التي ساعدت على ظهور الجمعيات".
واكد فريد ان المرأة الفلسطينية كانت ولا زالت تعمل في كل المناطق وكل المجالات ، الا انها سابقا كانت تعمل و لم تكون تظهر في دورها الطبيعي القيادي، وان الوزارة تشجع على قيام تعاونيات تستهدف من خلالها التجعات السكانية في كل المناطق.
واكد فريد على وجود خطة وطنية تستهدف المناطق النائية من خلال التعاونيا ت وان وزارة العمل تهدف الى استدامة التعاونيات من خلل
مشروع خاص ، وتاهيل المتدربات في دورات خاصة .