معادلة فتوى يعلون تتقاطع مع داعش

28.10.2014 10:29 AM

وطن-بقلم : حمدي فراج

حين قال الرئيس الامريكي باراك اوباما في وصفه لبعض الجرائم التي ترتكبها داعش ، انه لا يصدق نفسه من انه يعيش في القرن الحادي والعشرين ، عبر حقيقة عما يختلج في نفوس الناس جميعا في اربعة ارباع الكوكب ، لقد كان لهذه الجرائم الحقيرة والمنحطة وقع لا تستطيع النفس البشرية تحمله ، لا ولا تقبل ان ينتمي مرتكبها الى الجنس البشري عموما ، ومن ضمنها سحل الناس وذبحهم بدون سبب الا انهم ولدوا على دين ابائهم واجدادهم ، تماما كما نحن ولدنا ، يطلبون دفع الجزية من غير المسلم ويهجرونه من بيته "وطنه الصغير" ، يردمون كنيسته او حتى مسجده اذا كان من طائفة اخرى غير تلك التي ينتمي لها الداعشي ، بل ذهبوا ابعد عندما نبشوا قبور بعض الصحابة والنصب التذكاري لعدد من عظماء هذه الامة وعلى رأسهم الشاعر الفيلسوف ابو العلاء المعري ، واضع اول قانون في ديالكتيك الطبيعة حين قال في قصيدته الخالدة "خفف الوطأ ما أظن اديم الارض الا من هذه الاجساد / رب لحد قد صار لحدا مرارا ، ضاحكا من تزاحم الاضاد / إن حزنا في ساعة الموت ، أضعاف سرور في ساعة الميلاد .

وعلى الرغم من ان هذه الجرائم ، حدثت في وقت مبكر من حكم السيد اوباما ، او من سبقوه في سدة البيت الابيض ، بل لا يكاد تجد مكانا في هذا العالم المتعولم لم يطأه البسطار الامريكي دوسا وسحقا واحترابا او الاصبع الامريكي تآمرا وحبكا وتحايلا وتواطئا .

 في ، بلادنا ، التي تقف امريكا مع من يقوم بدعسها وسحقها واستيطانها واقتلاع شعبها منها ، تقف امريكا معه ، بالباع والذراع ، كما يقال ، اصدر وزير دفاعها موشيه يعلون ، من عتاة الجريمة في العالم منذ نعومة اظفاره ، ومعروف بذلك لأمريكا وزعامتها منذ الرئيس رونالد ريغان ، مرورا بالبوشين ، الاب وابنه ، وكلينتون بدورتيه ، وانتهاء باوباما ، اصدر هذا العاتي امرا يحظر فيه على العمال العرب الصعود الى حافلات المستوطنين ، وهو أمر يفعله العامل الفلسطيني مجبرا كالذي يجبر ان يأكل فأرا . فهو عدا عن انه عامل ، ضمن العمل الاسود ، فإنه يخدم المحتل وسوائبه ، ومع ذلك يمنعونه اليوم من السفر على حافلات المستوطنين ، الذين يثير مجرد ذكرهم الاشمئزاز في النفس الانسانية عموما ، بمن في ذلك نفوس الكثير من الاسرائيليين .

 ألا يعزز هذا السلوك العنصري الشعور الانكاري اننا نعيش في القرن الحادي والعشرين ، الا يتقاطع يعلون وكل من هو على شاكلته مع داعش ، بل لربما تكون اسرائيل هي الدفيئة الحاضنة .
 

وأخيرا ، ألا تذّكر فتوى يعلون ، اوباما ، وتستحضر تاريخ اضطهاد ابائه واجداده اواسط القرن الماضي ؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير