العنف يضرب بالمجتمع العربي في فلسطين المحتلة عام 1948- محمد أبو علان:

13.02.2012 11:07 AM
أظهرت دراسة أعدها “مركز المساعدة لمصابي العنف الجسدي والجنسي في الوسط العربي” في فلسطين المحتلة عام 1948 أن هناك ارتفاع في عدد النساء اللواتي يتوجهن للمركز في العام 2011 قياسياً بالأعوام السابقة، والمعطيات حول هذا الموضوع جاء في تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” باللغة العبرية يوم الاثنين الثالث عشر من شباط الحالي تحت عنوان “العربيات المعنفات يتوجهن لطلب المساعدة دون تقديم شكاوى لدى الشرطة”.
وأشارت الدراسة أنه خلال العام 2011 ارتفع عدد ممن توجهن لطلب المساعدة من النساء العربيات بعد تعرضهن لعنف جسدي بحوالي 20%، وبالأرقام بلغ عدد المتوجهات لمركز المساعدة حوالي (414) امرأة بعد أن كان هذا العدد في العام 2010 حوالي (385) امرأة.
أما عدد النساء اللواتي توجهن لطلب المساعد بعد تعرضهن لاعتداء جنسي في العام 2011 كن حوالي (229) امرأة، بينما في العام 2010 كان عدد النساء اللواتي توجهن لطلب المساعدة بعد اعتداء جنسي كان (178) امرأة.
كما أشارت معطيات التقرير أن 45% من المتوجهات لمركز المساعدة كان توجه للمرّة الأولى من قبلهن، ومن أهم العوامل التي دفعت بهؤلاء النساء للتقدم في طلب المساعدة هو ارتفاع عدد النساء اللواتي قتلن على يد أزواجهن، أو على يد أحد أفراد العائلة.
وأشار التقرير لتردد النساء في المجتمع العربي داخل فلسطين المحتلة عام 1948 من التوجه لتقديم شكاوى لدى الشرطة ويفضلن طلب المساعدة من المركز وذلك لأسباب عائلية، حيث أشارت المعطيات أن عدد المتقدمات بشكوى للشرطة بعد عنف جنسي تعرضن له يمثل 39% فقط من حجم المتعرضات لاعتداءات جنسية، في الوقت الذي بلغت فيه نسبة المتقدمات بشكوى للشرطة ممن تعرضن لعنف جسدي حوالي 75% من العدد الكلي.
والعنف الجسدي والجنسي ضد المرأة في المجتمع العربي في فلسطين المحتلة عام 1948، 80% منه ممارس ضدها إما من الزوج أو من قبل أحد أفراد العائلة، و 21% من النساء تحدثن عن اعتداء جنسي حتى من أزواجهن.
وفي موضوع الفئات العمرية اللواتي تعرضن لاعتداءات جنسية أشار تقرير مركز المساعدة إلى أن حوالي 60% منهن تعرضت لاعتداء جنسي حينما كانت أعمارهن أقل من 25 عاماً، و 16% منهن تعرضن لتحرشات جنسية في مكان العمل.
وفي موضوع قتل النساء تبين أن هناك ارتفاع في عدد النساء اللواتي قتلن بالمقارنة مع أعوام سابقة، ففي العام 2011 بلغ عد النساء اللواتي قتلن داخل حدود فلسطين المحتلة عام 1948 (16) امرأة، كان من بينهن (11) من النساء العربيات، وفي العام 2010 من بين (15) امرأة قتلن كانت (10) منهن عربيات، وفي العام 2009، من بين (11) امرأة قتلن، كن (9) نساء عربيات.
“جمعية نساء ضد العنف” اعتبرت أن ارتفاع عدد النساء العربيات اللواتي يتوجهن لطلب المساعدة نتيجة ازدياد وعيهن بضرورة كسر صمتهن، ومشاركة الآخرين معاناتهن بسبب العنف الذي يتعرضن له، وفي هذا السياق بينت الدراسة ارتفاع سرعة التقدم بطلب المساعدة لدى النساء العربيات، 15% منهن توجهن لطلب المساعدة بعد 24 ساعة وحتى شهر من لحظة التعرض للاعتداء في العام 2011، بينما في العام 2010 30% ممن توجهن لطلب المساعدة كان بعد خمس سنوات من التعرض للاعتداء.
هذا التقرير حول موضوع العنف ضد المرأة العربية في فلسطين المحتلة عام 1948 يأتي بالتزامن مع تقرير آخر لوزارة الداخلية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يشير لارتفاع نسبة الجريمة في المجتمع العربي خلال العام الماضي.
ومن معطيات تقرير داخلية حكومة الاحتلال الإسرائيلي يظهر أن 67% من عمليات القتل داخل المجتمع الإسرائيلي و 70% من حالات الشروع بالقتل كانت على يد مواطنين عرب، و 52% من المواطنين العرب شاركوا في حوادث إشعال النار بشكل متعمد، وشارك مواطنون عرب كذلك ب 38% في حالات اعتداء، و36% في حالات سطو.
هذا الارتفاع في مستوى العنف بين العرب في فلسطين المحتلة عام 1948 سيناقش في اجتماع خصص لهذا الغرض يشارك فيه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومعه وزير الداخلية ووزير التربية والتعليم ووزير الأمن الداخلي ورئيس الكنيست.
عضو الكنيست العربي الدكتور أحمد الطيبي من المتوقع حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس” أن يتوجه للشرطة الإسرائيلية ببذل جهود أكبر لجمع السلاح من الوسط العربي، والعمل بيد من حديد ضد ظاهرة قتل النساء.
الجدير ذكره في هذا السياق أن عدد من أعضاء الكنيست العرب، وعدد من الشخصيات العربية في فلسطين المحتلة عام 1948 اتهمت الشرطة الإسرائيلية بالتقاعس عن مكافحة الجريمة في المجتمع العربي، وغضها الطرف عن ظاهرة انتشار الأسلحة بين المواطنين العرب.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير