"حنظلة" يروي بالفرنسية تاريخ فلسطين المؤلم

20.07.2011 10:27 AM

وطن- وكالات- انتظم في مدينة تولوز الفرنسية في شهر حزيران "يونيو" معرض تكريمي لذكرى الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، وبهذه المناسبة صدر عن دار نشر سكرايبست في باريس كتاب باللغة الفرنسية يحمل عنوان "كتاب حنظلة".

ويضم الكتاب مختارات من 140 رسما لم تنشر في السابق للعلي الذي أطلق في العالم العربي خلال الستينات شخصية "حنظلة"، في ما بعد رمزا سياسيا وبطلا عربيا.

ويجسد اختيار الصور للكتاب شريطا لمسار غير اعتيادي رسمته شخصية حساسة وثورية في آن ابتداء من عام 1964 حتى عام 1987.

ويأتي هذا الإحياء لأعمال العلي مع تنامي الثورات في البلدان العربية التي تتردد فيها مشاهد من ستينات حنظلة.

وليست فكرة إصدار "كتاب حنظلة" إلا ثمرة لقاءات عدة أجمعت على ضرورة فتح أنظار العالم الفرنكوفوني على إنتاج فني لا يزال حتى يومنا يعبر عن الأوضاع الراهنة وينقل مآسيها.

ولقد تم اختيار الصور للكتاب بما يضع هذه الشخصية غير الاعتيادية، والحساسة، والثورية، التي وضعها الفنان العلي في الواجهة، وقد قدم الكتاب محمد الأسعد، وذكر في مقدمته وصفًا دقيقًا لحنظلة: "ذاك الفتى في العاشرة من عمره، الذي ظهر للمرة الأولى في جريدة "القبس"، وكان ذلك في العام 1969"... غير أن حنظلة، في العام 1973، أدار ظهره للقارئ، وعقد يديه وراء ظهره، ليتحول إلى متفرج فقط، يتابع أحداثًا لطالما خرجت عن نطاق المقبول، ولا يمكن أن ترى ملامح وجهه إلا عندما يدير وجهه نحو فلسطين عائدًا إليها.

وكتب ناجي العلي عن حنظلة: "ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء."

وعن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي:" كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع".

وها هو حنظلة، رمز المواطن الفلسطيني وهويته يستعيد الحياة في كتاب صدر باللغة الفرنسية ليروي معاناة فلسطين تمزقت بين المنفى والصراع والحرب والمصالح الاقتصادية والفساد.

تصميم وتطوير