مثلث الرعب الفلسطيني والواقع العربي

13.08.2014 10:45 PM

وطن - كتب سامر عطياني: منذ عقود والمنطقة العربية تتعرض لكافة انواع المؤامرات من قبل الحركة الصهيونية والامبريالية العالمية بزعامة راس الافعى أمريكا، حيث ان وجود هذا الكيان في قلب الامة العربية يشكل شرخا عميقا وقاعدة انطلاق ومركز مهم لانطلاق هذه المؤامرات بكافة اشكالها وانواعها والتي تهدف الى أمرين رئيسيين اولهما سرقة ونهب خيرات هذه المنطقة التي تعج بكل انواع الخير وعلى راسها عصب الحياة العالمي الذهب الاسود "النفط" وسرقة مركزها الاستراتيجي في قلب العالم وثانيهما الحفاظ على امن الكيان الصهيوني لضمان استمرار الامبريالية وبقاء سياسة قتل الفقراء وسرقة قوتهم.

ومن هنا يجدر بنا الاشارة الى ان ما يحدث في المنطقة بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص من فوضى هي بهدف خلق لكل دولة وشعب هذه الدولة امزمتها الخاصة بها وقضيتها التي تناضل من اجلها للفت النظر  عن الكيان الصهيوني والقضية المركزية للعالم القضية الفلسطينية ليتسنى لاعداء الامة تمرير مخططاتهم بكل سهولة ويسر وتحقيق الهدفين الاساسيين في الوقت الحالي، فكلنا نعلم انه لن ياتي رئيس وطني حر وحقيقي ومن رحم الظلم في مصر على سبيل المثال في ظل وجود الكيان الصهيوني، فأي رئيس سيأتي لحكم مصر سيكون تحت مظلة الكيان الصهيوني،

ان العدوان الاخير على اهلنا وابناء شعبنا في قطاع غزة وبعد التحالف المعلن والمخفي بين الدول العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص مع الكيان الصهيوني اثبت ان المهمة لتفتيت المنطقة قد شارفت على الانتهاء وهي في مراحلها النهائية، ففي الوقت الذي يخرج فيه مئات الاف للتضامن مع غزة في اوروبا وامريكا نجد من العرب من يشتم شهدائنا ويؤيدون العدوان الصهيوني على غزة ويصفقون لنتنياهو ويعدونه بتمويل العدوان من خلال الدعم المالي والتمويل بالسلاح والعتاد بالاضافة الى الدعم الاعلامي واغلاق المعابر وقتل ابناء شعبنا حفاظا على العلاقات مع الكيان الصهيوني.

وفي ظل هذه المعطيات وتخلي ابناء عروبتنا عنا استطاع ابناء شعبنا الفلسطيني من خلق مثلث ارعب الكيان الصهيوني وجعله يعيد حساباته على ارض الواقع ويجب علينا دعم ومساندة هذا المثلث كي يستمر في عمله النضالي حتى تحقيق الهدف والغاية وهي تحرير الارض الفلسطينية من البحر الى النهر واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة كل اللاجئين الفلسطينين الى ديارهم، ويتكون هذا المثلث من ثلاثة محاور رئيسية:

المحور الاول وهو اهلنا في الاراضي المحتلة عام 48 حيث شهدت الارض المحتلة احتجاجات عنيفة احرجت الكيان الصهيوني في المجتمع المحلي والدولي ويجب العمل على تعزيز هذا المحور فالاحتجاجات في هذه المناطق ستساهم وبشكل كبير في تعميق الازمة الاقتصادية للكيان الصهيوني من خلال الاضرابات المفتوحة وستؤدي الى فضحه على المستوى العالمي بانه دولة قامت على اساس التمييز العنصري والظلم اضافة الى ان الارض التي يدعون انها بلا شعب قد استجاب شعبها لندائها ويعلنون رفضهم لهذه الدولة.

المحور الثاني وهو قطاع غزة والذي بالرغم من الحصار الجائر قد اثبت انه اسطورة في المقاومة، حيث ان هذه البقعة الصغيرة قد مرغت انف قادة الاحتلال الصهيوني في التراب، لقد اثبتت غزة انها على قدر عالي من المسؤولية الوطنية الحقيقية في الدفاع عن الارض ولم تترك لاحد اي مساحة ضيقة للحديث فهي بالرغم من كل الظروف التي تمر بها لازالت صامدة في وجه الكيان الصهيونية واعوانه وتستمر بالتسلح وابتداع طرق جديدة للمقاومة واذلال الكيان الصهيوني وقد نجحت في وضع نفسها على اولى طرق التحرير ، وقد اعلنت عن موت اسطورة الجيش الذي لا يقهر تحت اقدام اطفال غزة.

اما المحور الثالث فهو الضفة الغربية والتي تراجعت فيها حدة المقاومة في السنوات الاخيرة بسبب سرقتها من قبل زمرة اوسلو واتباع الذل والعار بهدف ترويضها والقضاء على المقاومة كخدمة مجانية تقدمها هذه الزمرة المشبوهة للاحتلال الصهيوني، فالتنسيق الامني فيها من احد اهم واخطر الاسباب لتراجع وتيرة المقاومة على الرغم من الثقافة الشعبية المقاومة والتي تتحدى الاحتلال يوميا ويتم تهميشها اعلاميا بحيث يظهر فيها المدعو محمود عباس وكانه يقوم بمهمته على اكمل وجه، وبالتالي فيجب اعتبار التنسيق الامني خيانة عظمى لدماء الشهداء ويجب ان يقدم قادة التنسيق وعلى راسهم المدعو محمود عباس الى المحاكمة العسكرية الميدانية واعدامهم بتهمة الخيانة العظمى والتعاون مع الاحتلال الصهيوني وبناءا عليه فان امام شعبنا في الضفة مهمتين تتلخص الاولى باسقاط اوسلو والثانية مقاومة الاحتلال الصهيوني حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني

ومن هنا يجب علينا جميعا ان نعلم علم اليقين ان الشعب الفلسطيني قادر على خلق طرق جديدة للمقاومة وان بوصلته لن تحيد عن الهدف المنشود وكلنا يعمل جنبا الى جنب مهما اختلفنا في الاراء والافكار والتوجهات حتى تحرير التراب واقامة الدولة على كامل التراب وعودة اللاجئين، ولكم منا كل الدعم ونحن على ثقة دائما انكم على صواب ونحن من خلفكم

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير