بالصور ... "عمر وهبة".. زواج في مركز إيواء

13.08.2014 01:11 PM

غزة - وطنعلى وقع أهازيج عرس فلسطيني تقليدي وفي وضع "غير تقليدي" زُف العريس عمر أبو نمر إلى عروسه هبة فياض، في حفل زينت تفاصيله آثار الحرب والتشريد والدمار.

الحفل هذه المرة كان خارج المكان والزمان، حيث أقيم داخل مدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، في تحد للاحتلال بأن الحياة تصنع من قلب الدمار.

بدأت فعاليات الحفل وسط حضور غفير من ذوي العروسين والمدعوين من نساء ورجال وأطفال من مختلف الأعمار وآخرين ممن اجتذبتهم الفكرة التي حملت عنوان "زواج داخل مركز ايواء".

بابتسامة عريضة كان يستقبل اهالي العروسين المهنئين فيما كان الأطفال المزينة ملابسهم ووجوههم يرقصون طرباً، في ظل تهدئة انسانية لمدة 72 ساعة.

والد العروس رياض فياض (47 عاما) لم يتوقع أن يكون زفاف ابنته البكر "هبة" في مدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، ولكن هذا ما فرضته الحرب (الإسرائيلية) على قطاع غزة.

فلا شيء يريده فياض، بعد أن قصفت الطائرات الحربية (الإسرائيلية) بيته وشردت عائلته إلى مدارس النزوح إلا أن يستكمل حياته وحياة أسرته بشكل طبيعي.

ولم تفكر العروس هبة فياض في يوم أن تكون ليلة زفافها في مدرسة (بيت لاهيا) المكتظة بآلاف النازحين الفلسطينيين. كما لا يبدو على العروس الغزية أيا من مظاهر الفرح خاصة أمام تلك المعاناة التي تعيشها جراء الحرب (الإسرائيلية).

ويقول والدها "عقدت قران ابنتي البكر بهذه الطريقة رغبة في استمرار الحياة التي لن تتوقف عند قصف بيت، أو تشريد عائلة".

وأضاف فياض "يجب أن نفرح رغم الدمار وارتقاء الشهداء وسقوط الجرحى، رغم العسر سنذكر اليسر، ورغم الظلام سنذكر النور، ورغم الحزن سنذكر الفرح، ويجب ان تستمر الحياة بالأفراح".

ويكمل " أوجه رسالة الى إسرائيل أنها مهما فعلت لن تمنعنا من استكمال حياتنا الطبيعية"

وعن اقامة العروسين بعد الفرح أوضح فياض أن إحدى المؤسسات حجزت للعروسين في فندق لمدة يومين وبعد ذلك سينتقلا إلى بيت مستأجر.

وختم حديثه بالشكر للحاضرين وخاصة الأونروا على ما قدمته لهم من خدمات وتوفير سيارة لزفاف العروس.

من جانبه، قال رئيس مكتب "الأونروا" في المنطقة الشمالية خليل الحلبي، أن الوكالة قدمت كافة التسهيلات والخدمات اللازمة للنازحين، خاصة لأهالي العروسين.

وأكد أنهم "لا يمانعون قرار إقامة حفلات الزواج داخل مراكز الايواء، مشيرا إلى وقوفهم بجانب النازحين الذين يمرون بظروف صعبة، حتى انتهاء مشكلتهم وعودتهم إلى بيوتهم".

 

(نقلا عن الرسالة)

تصميم وتطوير